تعاني سوريا من تبعات الحرب الأهلية المستمرة منذ عام 2011، والتي أدت إلى دمار واسع النطاق، وصراعات داخلية، وتحولات سياسية وإقليمية كبيرة، الحرب الأهلية السورية بدأت بعد احتجاجات ضد النظام الحاكم بقيادة الرئيس بشار الأسد، وتحولت سريعًا إلى صراع مسلح بين النظام والعديد من الجماعات المعارضة، الحرب خلفت مئات الآلاف من القتلى، وشردت ملايين الأشخاص داخل سوريا وخارجها، وجعلت البلاد إحدى أكبر مناطق النزوح في العالم.
بشار الأسد
تولى السلطة في سوريا منذ عام 2000 بعد وفاة والده حافظ الأسد الذي حكم البلاد لمدة 30 عامًا، يعتبر بشار الأسد شخصية مثيرة للجدل بسبب السياسات التي اتبعها، والتعامل مع المعارضة، بالإضافة إلى دوره البارز في الحرب الأهلية السورية التي بدأت في عام 2011، هو الابن الأصغر لحافظ الأسد، بشار كان في البداية بعيدًا عن السياسة، حيث درس الطب في جامعة دمشق، وتخصص في طب العيون في لندن، فإن وفاة الابن الأكبر باسل الأسد في حادث سيارة في 1994، دفعته للعودة إلى سوريا والتهيؤ لتولي المسؤولية، بعد وفاة والده حافظ الأسد، عُدِّل الدستور السوري في وقت سريع ليتيح لبشار أن يصبح رئيسًا، على الرغم من أنه كان في الـ34 من عمره، وهو أصغر من السن الدستوري الذي كان يبلغ 40 عامًا، في عام 2011، اندلعت الاحتجاجات الشعبية في سوريا في سياق الربيع العربي، حيث خرج السوريون في مظاهرات تطالب بالإصلاحات السياسية والاقتصادية، وتنادي بإلغاء الفساد وتحقيق مزيد من الحريات، الاحتجاجات كانت سلمية في البداية، ولكن النظام السوري رد عليها بعنف مفرط، ما أدى إلى تصاعد الأحداث وتحوّلها إلى صراع مسلح بين قوات النظام والمعارضة، دخلت البلاد في حرب أهلية شاملة، حيث بدأت فصائل المعارضة المسلحة تتنوع بين المعتدلة والمتطرفة، في حين دعم النظام السوري بشكل أساسي من قبل إيران وروسيا.
الوضع في سوريا
السنوات الأخيرة، استمرت سوريا في معاناة من غياب أي تحولات ديمقراطية حقيقية، رغم التصريحات الرسمية التي تروج للإصلاحات، الحرب الأهلية في سوريا تسببت في كارثة إنسانية هائلة، حيث قُتل مئات الآلاف من المدنيين، وشُرّد الملايين داخليًا وخارجيًا، دمار المدن، التهجير القسري، الاعتقالات والتعذيب، والحصار كانت جميعها جزءًا من سياسة النظام لمكافحة المعارضة.
تدخلات دولية
- الولايات المتحدة كانت تدعم قوات سورية الديمقراطية قسد، التي تضم غالبية كردية، في قتال تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، وأيضًا كانت تدعم بعض الجماعات المعارضة المسلحة.
- تركيا تدخلت بشكل مباشر في شمال سوريا، خصوصًا ضد القوات الكردية التي تعتبرها أنقرة امتدادًا لحزب العمال الكردستاني، مما أسفر عن توترات كبيرة مع الأكراد.
- الدول العربية شهدت تحولًا في سياساتها تجاه سوريا، حيث بدأت بعض الدول مثل الإمارات والسعودية بإعادة تطبيع العلاقات مع الحكومة السورية بعد سنوات من العزلة، في محاولة لإعادة سوريا إلى الجامعة العربية.
- إيران تعتبر حليفًا رئيسيًا لنظام الأسد، وتقدم له الدعم العسكري والمالي، وتعتبر وجودها في سوريا جزءًا من استراتيجيتها في تعزيز نفوذها الإقليمي.
رغم أن الأسد حافظ على السلطة بفضل الدعم الروسي والإيراني، إلا أن بلاده تعرضت لتدمير هائل في البنية التحتية، وتشرد ملايين السوريين، ورغم السيطرة العسكرية لنظام الأسد على معظم البلاد، تبقى سوريا أسيرة للعديد من الأزمات الإنسانية والسياسية، البلاد ما زالت تتعامل مع آثار الحرب المستمرة، وتعاني من أزمة إنسانية واقتصادية، مع غياب أي أفق لحل سياسي حقيقي حتى الآن، الوضع يبقى في حالة من الغموض والتقلب، ولا تزال الأطراف الدولية والإقليمية تتدخل في تحديد مسار الأحداث في سوريا.