سيارة “الخنفساء” أو “فولكسفاجن بيتل” رمزاً عالمي يتجاوز حدود الزمن والأماكن، لكن في المكسيك، يبدو أن لهذه السيارة قصة خاصة وعلاقة فريدة تذهب أبعد من كونها مجرد مركبة، تبدأ القصة في أواخر الأربعينيات، عندما وصلت أولى دفعات “الخنفساء” إلى المكسيك، وكانت حينها تجسد بداية حقبة جديدة من التقدم والابتكار في عالم السيارات، بفضل تصميمها المميز والمريح، وأسعارها المعقولة، أصبحت “الخنفساء” خياراً مفضلاً للكثيرين، وبدأت تترك بصمتها في الشوارع المكسيكية.
“الخنفساء” سيارة في المكسيك
خرجت آخر سيارات “الخنفساء” من خط الإنتاج في مصنع “فولكس فاغن” الرئيسي ومقره مدينة بويبلا، في عام 2003، بعد إعادة اختراعها وتنشيطها من خلال إرثها الثقافي، أصبحت المكسيك إحدى الأماكن القليلة التي لا تزال تحتفظ بها، وقد دفعها هيكلها الخارجي الملوّن والمنحني ومحركها الخلفي المبرد بالهواء إلى مستوى من الشهرة والمكانة التي لن تبلغها أي سيارة تعمل بالبنزين مجددا، في المكسيك، لم تغادر “الخنفساء” الساحة أبدًا، إذ إنها تجوب شوارع مدينة مكسيكو، وتجتاز الطرق الجبلية المروعة في ولاية أواكساكا، وتعمل كشاحنة طعام معدّلة تقدم الأطباق المكسيكية الشهية، قال رئيس نادي “Ixmi Volks”، خيسوس ديلغادو: “عندما أسمع صوت السيارة، أرى زوجتي تلوح لي وداعًا في طريقها إلى المتاجر، أرى الإثارة على وجه ابني عندما اصطحبته إلى درسه الأول في القيادة”،توفيت زوجة ديلغادو بسبب كورونا في عام 2020، إذ قال “تبدو الذكريات العاطفية أكثر واقعية عندما أكون بالقرب من السيارة”.
مكانة “الخنفساء”
الخنفساء ليست مجرد سيارة في المكسيك، بل هي تجسيد للتراث، والذكريات، والقيم الثقافية التي تعكس تطور المجتمع المكسيكي، تستمر هذه السيارة في إلهام المكسيكيين وتذكيرهم بتاريخهم ورحلتهم نحو الحداثة، مما يجعل من “الخنفساء” أكثر من مجرد مركبة، بل جزءاً حياً من قصة المكسيك.