في قلب العاصمة الإسبانية مدريد يقف ملعب سانتياغو برنابيو شامخًا كواحد من أبرز معالم كرة القدم العالمية، هنا دوّى اسم ريال مدريد في سماء البطولات وهنا صُنعت أمجاد الميرينغي على مرّ العقود، في هذا التقرير نأخذك بجولة داخل ملعب البرنابيو ونسرد لك تفاصيله وتاريخه وأهم محطاته كما لم تقرأ من قبل.
” سانتياغو برنابيو قلعة ريال مدريد العظيمة”

ملعب سانتياغو برنابيو تحفة مدريد الكروية ومهد بطولات ريال مدريد
يقع ملعب سانتياغو برنابيو في قلب العاصمة الإسبانية مدريد.
يشتهر بتصميمه الفريد وسقفه القابل للسحب.
يستوعب أكثر من 78,000 متفرج، ما يجعله ثاني أكبر ملعب في إسبانيا من حيث السعة.
منذ افتتاحه عام 1947، أصبح الملعب مقرًا دائمًا لنادي ريال مدريد العملاق.
اسم يخلده التاريخ الكروي
حمل الملعب اسم سانتياغو برنابيو تكريمًا للرئيس الأسطوري للنادي.
كان برنابيو لاعبًا سابقًا ورئيسًا مؤثرًا غيّر ملامح الفريق والبنية التحتية.
اشتهر الملعب عالميًا باستضافته نهائيات كبرى مثل دوري أبطال أوروبا وكأس العالم وكأس الأمم الأوروبية.
نهائيات كبرى على أرض البرنابيو
استضاف سانتياغو برنابيو نهائي دوري الأبطال في أعوام 1957، 1969، 1980، و2010.
كما احتضن نهائي كأس ليبرتادوريس 2018، ليصبح الوحيد الذي جمع بين نهائي البطولتين القاريتين.
واستضاف كذلك نهائي كأس أوروبا 1964، ونهائي كأس العالم 1982.

موقع متميز في قلب مدريد
يقع الملعب في منطقة “باسيو دي لا كاستيلانا”، ضمن بلدية تشامارتين.
تحيط به شوارع رئيسية مثل إسبينا كونشا ورافائيل سالغادو.
يمثل موقعه الاستراتيجي نقطة جذب للسياح والمشجعين من كل أنحاء العالم.
بداية البناء وقصة التأسيس
بدأت قصة الملعب في 22 يونيو 1944، بعدما حصل النادي على قرض مالي لشراء الأرض.
انطلقت أعمال البناء في أكتوبر من نفس العام.
افتُتح رسميًا في 14 ديسمبر 1947 بمباراة بين ريال مدريد وأوس بيلينينسيس البرتغالي.
سجل سابينو باريناغا أول هدف في هذا الملعب التاريخي.

تطورات عقد الخمسينيات
عام 1954، جرى توسيع الملعب لتصل سعته إلى أكثر من 125,000 متفرج، ليصبح الأكبر بأوروبا وقتها.
عام 1955، سُمي الملعب باسم “سانتياغو برنابيو” تكريمًا للرئيس الراحل.
في 1957، تم إدخال نظام الإضاءة لأول مرة خلال مباراة ودية ضد ريسيف البرازيلي.
تجديدات مونديال 1982
استعدادًا لكأس العالم 1982، خضع الملعب لترميمات واسعة شملت التصميم والهيكل.
استمرت الأعمال 16 شهرًا، بكلفة بلغت 704 مليون بيزيتا، وأسهمت بلدية مدريد بالنصيب الأكبر من التمويل.
شهد الملعب خلال البطولة مباريات كبرى، وكتب فصلًا جديدًا في تاريخه.
تحديثات الأمان في التسعينات
بسبب الحوادث المأساوية في بعض الملاعب الأوروبية، فرضت اليويفا تحديثات صارمة للأمان.
بدأت عملية إعادة تصميم شاملة عام 1992، واستمرت حتى 1994.
تضمنت الخطة تركيب أكثر من 20,000 مقعد جديد، مع إنشاء 4 أبراج للولوج، وسلالم لولبية.
ازدادت ارتفاعات المدرجات، ما تطلب تطوير نظام إضاءة وتسخين أرضية الملعب لمنع تجمد العشب.

سعة وإمكانيات متطورة
بلغ ارتفاع الملعب بعد التوسعة 45 مترًا، مقابل 22 مترًا سابقًا.
وصلت السعة بعد التجديدات إلى 110,000 متفرج.
ولكن بحلول عام 1998، عادت السعة إلى 75,328 متفرج بعد تحويل جميع المقاعد للجلوس فقط.
التطوير الحديث حتى 2023
في عام 2023، خضع الملعب لأكبر مشروع تطوير في تاريخه.
بلغت تكلفة التحديثات حوالي 1.17 مليار يورو.
شملت التطويرات سقفًا قابلًا للسحب، وشاشات بانورامية، وتحسينات هيكلية وتقنية شاملة.
أصبح البرنابيو اليوم ملعبًا متعدد الاستخدامات ومهيأً لاستضافة فعاليات رياضية وثقافية عملاقة.

يظل ملعب سانتياغو برنابيو أيقونة خالدة في ذاكرة كرة القدم العالمية.
فهو ليس مجرد ملعب، بل متحف حي لإنجازات ريال مدريد وذكريات كروية لا تُنسى.
منذ لحظة تأسيسه وحتى يومنا هذا، لا يتوقف البرنابيو عن التطور وصناعة المجد.
ومع التجديدات الحديثة، يستعد لاستقبال جيل جديد من البطولات والانتصارات.
لا تعليق