أخبار الفن

“عروسة المولد”: فيلم خيال مصري نادر بروح سحرية

في عالم السينما المصرية، تميزت فترة الخمسينات بنوعية معينة من الأفلام التي ركزت على الدراما الاجتماعية والكوميديا لكن فيلم “عروسة المولد”، الذي تم إنتاجه عام 1954، خرج عن المألوف ليقدم قصة خيالية نادرة، حيث يتناول حياة عرائس المولد المصنوعة من السكر التي تدب فيها الحياة بعد إغلاق المصنع ليلاً.

عروسة المولد

تدور أحداث الفيلم حول مصنع متخصص في صناعة عرائس المولد المصنوعة من السكر، والتي تُعتبر جزءًا من التراث المصري إلى جانب العرائس، يصنع المصنع فرسانًا يركبون الخيل، جميعها مخصصة لتقديمها كهدايا للأطفال والأصدقاء خلال الاحتفال بالمولد النبوي.

لكن عندما يُغلق المصنع ليلاً، تدب الحياة في العرائس والفرسان إحدى هذه العرائس، وتُدعى “حلاوة”، تحلم بأن تصبح إنسانة حقيقية وتعيش حياة البشر بكل تفاصيلها.

حلم العروسة حلاوة

تُباع حلاوة لشخص يُدعى إدريس، الذي يكتشف أمنيتها بأن تصبح إنسانة يعرض عليها تحقيق حلمها مقابل أن تعمل في خدمته، فتوافق فورًا دون إدراك لما قد يترتب على هذا القرار تتحول حلاوة إلى إنسانة من الخارج، لكنها تظل عروسة سكرية من الداخل، حيث تتأثر بعوامل مثل الحرارة والرطوبة، تمامًا كأي عروسة مصنوعة من السكر.

مع مرور الوقت، تكتشف حلاوة أن إدريس ليس إنسانًا ولا حتى إبليسًا، بل كيان غامض يستغلها لتحقيق أهدافه تدرك أيضًا أن حياة البشر ليست كما تخيلتها، بل مليئة بالكذب والخيانة، مما يدفعها للندم على ترك عالمها البسيط داخل المصنع.

عودة الفارس سكر

يتذكر الفارس سكر، صديق حلاوة المخلص، تحذيراته لها من مغبة دخول عالم البشر يقرر سكر البحث عن حلاوة وإنقاذها من قبضة إدريس يخوض مغامرات شيقة حتى يتمكن من العثور عليها، ويعيدها معه إلى المصنع و لكن شعور حلاوة بالذنب يدفعها لاتخاذ قرار مصيري تقفز في صهريج السكر لتذوب وتعود إلى أصلها، تاركة وراءها قصة مليئة بالعِبر.

تحية كاريوكا في دور استثنائي

الفيلم من بطولة تحية كاريوكا في دور العروسة “حلاوة”، حيث قدمت أداءً مميزًا جسّد براءة العروسة وحيرتها بين عوالم البشر والعرائس كما شاركها البطولة عبد العزيز محمود بدور الفارس “سكر”، ومحمود المليجي في دور إدريس، الشخصية الغامضة التي أضافت الكثير من التشويق للفيلم.

رؤية إخراجية مبهرة بإمكانيات بسيطة

سيناريو وإخراج الفيلم كان بيد عباس حلمي، الذي استطاع تقديم قصة مليئة بالخيال والجمال رغم بساطة الإمكانيات المتوفرة في ذلك الوقت “عروسة المولد” يُعد شهادة على الإبداع الذي يمكن تحقيقه حتى مع الموارد المحدودة.

فيلم “عروسة المولد”: رسالة خالدة

“عروسة المولد” ليس مجرد فيلم، بل يحمل رسالة رمزية عن أهمية التمسك بالذات وتقدير الحياة البسيطة بعيدًا عن تعقيدات الحياة البشرية التي قد تكون مغرية لكنها مليئة بالتحديات.

هذا الفيلم يُعد من جواهر السينما المصرية النادرة التي تستحق المشاهدة، كونه يُبرز روح الخيال التي قلما نجدها في إنتاجات تلك الحقبة.

Related posts

“عودة قوية للدراما السورية في رمضان 2025”

وداعاً “أحمد عدوية” ايقونة الغناء الشعبى

Mahmoud Ashmawy

“لماذا يتغيب كبار النجوم عن دراما رمضان 2025؟”

Leave a Comment