من شوارع تورينو الهادئة انطلقت شرارة المجد التي صنعت واحدة من أعرق القصص الكروية في العالم، نادي يوفنتوس أو كما يُعرف بـ”السيدة العجوز”، لم يكن مجرد فريق لكرة القدم بل كان رمزًا للإرادة والانتصار والتاريخ، جيل وراء جيل، صنع اليوفي أمجاده وتربع على عرش الكرة الإيطالية والعالمية، في هذا المقال سنأخذك في جولة مشوقة عبر تاريخ يوفنتوس المذهل، من أول تمريرة إلى آخر لقب رفعه لاعبوه، لتتعرف على سر تألق هذا النادي العظيم وكيف أصبح أحد عمالقة القارة الأوروبية.
“قصة نادي يوفنتوس من التأسيس إلى عرش البطولات”

رحلة يوفنتوس التاريخية من البدايات إلى المجد
من قلب مدينة تورينو، بزغ نجم عملاق كروي لا ينكسر، نادٍ حفر اسمه بأحرف من ذهب في تاريخ الساحرة المستديرة، إنه “نادي يوفنتوس”.
فمنذ انطلاقه قبل أكثر من قرن، لم يكن مجرد نادٍ، بل ملحمة رياضية كتبت فصولها بالألقاب، بالأساطير، وبالانتصارات الصاخبة التي دوّت في كل الملاعب.
في هذا التقرير، نستعرض مسيرة اليوفي من التأسيس وحتى المجد الكروي الخالد.
البداية التاريخية لنادي يوفنتوس
تأسس نادي يوفنتوس في الأول من نوفمبر عام 1897 على يد مجموعة من طلاب مدينة تورينو.
شارك الفريق لأول مرة في الدوري الإيطالي عام 1900.
ارتدى حينها أطقمًا باللونين الزهري والأسود، قبل أن يتحول إلى القمصان البيضاء المخططة بالأسود عام 1903، أسوة بنادي نوتس كاونتي الإنجليزي.
حقق أول بطولة دوري عام 1905، وهو لا يزال حينها يلعب على ملعب فيلودرومو أومبيرتو الأول.

الانقسام وبداية المنافسة في تورينو
في عام 1906، وقعت أزمة داخلية بسبب رغبة البعض في نقل النادي خارج تورينو.
قاد الرئيس ألفريدو ديك مجموعة من المنفصلين لتأسيس نادي “تورينو”، وبدأ حينها ديربي المدينة الشهير.
رغم هذه الأزمة، واصل يوفنتوس تطوره ليصبح أحد أعمدة الكرة الإيطالية.
الصعود إلى القمة محليًا
منذ انطلاق الدوري الإيطالي الممتاز، لم يهبط اليوفي سوى مرة واحدة فقط موسم 2006–2007، بسبب فضيحة “الكالتشيوبولي”.
رغم ذلك، عاد أقوى من أي وقت مضى.
حقق الفريق رقمًا قياسيًا بالفوز بـ20 لقب دوري إيطالي، متساويًا مع مانشستر يونايتد في عدد بطولات الدوري المحلية في إنجلترا.
كما فاز بكأس إيطاليا 14 مرة، والسوبر الإيطالي 9 مرات، ليصبح الأكثر تتويجًا محليًا.

إنجازات يوفنتوس الأوروبية
نجح يوفنتوس في الفوز بدوري أبطال أوروبا مرتين (1985، 1996).
كما حقق كأس الاتحاد الأوروبي 3 مرات، وكأس الكؤوس الأوروبية مرة واحدة، وكأس السوبر الأوروبي مرتين.
في عام 1985، أصبح اليوفي أول فريق في التاريخ يفوز بجميع البطولات الرسمية للاتحاد الأوروبي لكرة القدم.
ونال بفضل هذا الإنجاز “لوح اليويفا التذكاري” عام 1988 تكريمًا لهذا المجد.
التأثير العالمي والقيمة الاقتصادية
يصنَّف يوفنتوس ضمن أغنى أندية العالم.
بلغت قيمته السوقية مئات الملايين من الدولارات.
انضم إلى مجموعة G14 التي كانت تمثل النخبة الكروية في أوروبا، وهو اليوم عضو مؤسس في رابطة الأندية الأوروبية.
منذ 2010، أصبحت ملكية النادي تعود لمجموعة “فينواي الرياضية” بعد صفقة بلغت 300 مليون جنيه إسترليني.

شخصيات صنعت المجد
قاد النادي في فتراته الذهبية مدربون عظماء أمثال جيوفاني تراباتوني ومارسيلو ليبي، إلى جانب أساطير مثل أليساندرو ديل بييرو، جيانلويجي بوفون، وميشيل بلاتيني.
ساهم هؤلاء في بناء إمبراطورية كروية لا تُقهر على مدار عقود.
كريستيانو رونالدو في يوفنتوس.. مرحلة من المجد الأوروبي
في صيف عام 2018، أشعل نادي يوفنتوس سوق الانتقالات بضم الأسطورة البرتغالي كريستيانو رونالدو قادمًا من ريال مدريد، في صفقة بلغت نحو 100 مليون يورو، ليكتب بذلك فصلًا جديدًا في تاريخ السيدة العجوز.
ثم جاء رونالدو إلى تورينو وهو في قمة مستواه، ليضيف بريقًا استثنائيًا على الملاعب الإيطالية.
خلال ثلاثة مواسم فقط، نجح في تسجيل أكثر من 100 هدف بقميص البيانكونيري، ليصبح أسرع لاعب في تاريخ النادي يصل إلى هذا الرقم.

منافسات شرسة وتاريخ ناري
يشتهر يوفنتوس بعداوته التاريخية مع أندية كبرى مثل إنتر ميلان (ديربي إيطاليا)، وميلان، وتورينو.
ثم تبقى مواجهاته القارية مع الفرق الأوروبية بمثابة قمم نارية ينتظرها الملايين.
في كل مرة تظن أن يوفنتوس قد شارف على النهاية، ينهض من جديد، أقوى، أشرس، وأكثر تعطشًا للبطولات.
إنه أكثر من مجرد نادٍ، بل رمز للطموح، للثبات، وللنجاح.
وبينما تتغير الأجيال، تبقى “السيدة العجوز” شابة في الملاعب، متربعة على عرش الكرة الإيطالية والعالمية.
استعد دائمًا لرؤية التاريخ يُكتب من جديد بقلم يوفنتوس.
لا تعليق