بعد رحلة خالدة استمرت ربع قرن، أسدل نادي بايرن ميونخ الستار على فصل من أعظم فصول تاريخه معلنًا وداع أسطورته توماس مولر، برسالة مؤثرة تمتلئ بالمشاعر والاعتزاز عبّر النادي عن امتنانه لنجم لطالما كان رمزًا للولاء والنجاح، لحظة لا تُنسى لعشاق الكرة الألمانية ووداع يليق باسم صنع المجد في القميص البافاري.

“بايرن ميونخ يودع أسطورته توماس مولر بعد 25 عامًا برسالة مؤثرة”

وداع حافل لمسيرة مولر خالدة

أعلن نادي بايرن ميونخ الألماني نهاية رحلة أسطورية، بعد أن ودّع النجم توماس مولر برسالة مؤثرة.

استمرت مسيرة مولر مع النادي 25 عامًا، ترك خلالها بصمته الخالدة على كل إنجاز للنادي البافاري.

هذا الوداع جاء ليُلقي الضوء على رمز كروي نادر، لم يكن مجرد لاعب، بل جزء من هوية بايرن ميونخ.

رسالة بايرن: مولر من ذهب

في بيان رسمي عبر موقعه، عبّر النادي عن مشاعره بكلمات صادقة.

قال البيان: “قد يكون لدينا مئات يحملون اسم توماس مولر، لكن واحدًا فقط هو من سطّر المجد إلى جانب بيكنباور، جيرد مولر، رومينيغه وغيرهم”.

ثم اختتم بكلمات مليئة بالحب: “توماس، أنت منّا، وستظل دائمًا كذلك”.

مولر.. ليس ميسي أو رونالدو لكنه عبقري

ورغم أن مولر لم يمتلك مهارات ميسي الخارقة أو قوة رونالدو الجارفة، إلا أن تأثيره داخل الملعب كان لا يصدق.

المدرب يواكيم لوف قال عنه: “إذا كان ميسي هو الساحر، فإن مولر هو القبعة التي تخرج منها المفاجآت”.

فقد امتلك مولر حسًا تهديفيًا نادرًا وقراءة ميدانية ذكية جعلت منه عقلًا يُفكر داخل الملعب.

من قرية صغيرة إلى قلوب الملايين

وُلد توماس مولر في فايلهايم، ونشأ في بلدة هادئة تُدعى “بال أم أميرسي”.

لكن طموحه تخطى حدود الجغرافيا، ليُصبح نجمًا عالميًا، يحظى بحب الجماهير في كل مكان.

جمع بين الذكاء، التواضع، والروح القتالية، فدخل قلوب عشاق اللعبة دون استئذان.

إنجازات لا تُنسى

حقق مولر خلال مسيرته مع بايرن ميونخ إنجازات مذهلة.

تُوّج بلقب دوري أبطال أوروبا مرتين، ورفع كأس العالم مع ألمانيا عام 2014.

كما فاز بلقب الدوري الألماني 13 مرة، وترك بصمة تهديفية استثنائية في كل بطولة شارك بها.

إشادات لا تنتهي

النجم كارل هاينز رومينيغه قال عنه: “استغل توماس كل إمكاناته إلى أقصى حد”.

أما بيب غوارديولا فقد وصفه بكلمات مؤثرة: “بينما يحتفل الهدافون مع الجماهير، يركض توماس ليعانق زملاءه”.

هذه الأقوال تؤكد مكانة مولر التي لا ينازعه فيها أحد.

الوداع الأخير من بايرن

بايرن ميونخ اختتم رسالته بعبارات لن تنسى.

قال: “شكرًا يا توماس، لأنك أثبتّ أن الأحلام تبدأ من قرية صغيرة، وأن العظمة تُصنع بالعقل والعزيمة”.

وأضاف: “لقد كنت رمزًا للأصالة والانتماء. ميا سان ميا”.

جماهير بايرن تودّع أسطورتها

جماهير النادي لم تتأخر في التعبير عن حبها.

فقد امتلأت منصات التواصل برسائل حزينة ومؤثرة، تودع نجمها الذي رافقهم أكثر من عقدين.

ذلك التفاعل الجماهيري كان خير ختام لمسيرة استثنائية امتزجت فيها الروح، بالإنجاز، بالعشق.

رحيل توماس مولر عن بايرن ميونخ لا يعني نهاية قصة، بل بداية أسطورة تروى للأجيال.

لقد قدّم درسًا في الوفاء، وكتب فصلًا خالدًا في كتاب كرة القدم الألمانية.

إذا كنت من محبي اللعبة، فلا تنسَ أن تروي قصة مولر… لأنها تستحق أن تخلّد.