“رحلة داخل ملعب سان سيرو وأبرز محطاته”

2
"من سان سيرو تبدأ الحكاية.. كرة القدم على طريقتها الإيطالية"

"من سان سيرو تبدأ الحكاية.. كرة القدم على طريقتها الإيطالية"


حين نتحدث عن الهيبة والتاريخ وصخب الجماهير لا يمكننا أن نتجاوز ملعب سان سيرو أيقونة ميلانو الكروية ومعقل الغريمين الأزليين إيه سي ميلان وإنتر ميلان، هذا الملعب الأسطوري الذي شهد أعظم اللحظات وصافح أقدام الأساطير ظل لسنوات طويلة رمزًا للعراقة الكروية في أوروبا، في قلب إيطاليا ينبض سان سيرو بالحماس في كل مباراة ويُسطّر قصصًا لا تُنسى بين مدرجاته، انطلق معنا في جولة داخل هذا الصرح الذي لا يزال يحتفظ بجاذبيته وسحره رغم مرور الزمن.

“سان سيرو.. أسطورة ميلانو التي لا تموت”

"ملعب سان سيرو"
“ملعب سان سيرو”

ملعب سان سيرو.. معبد الأساطير في قلب ميلانو

وسط صخب مدينة ميلانو الإيطالية، يتربع ملعب سان سيرو كواحد من أعرق ملاعب كرة القدم على الإطلاق.
هنا، تكتب الانتصارات بالدم والعرق، وتهتف الجماهير بأصوات تهز أركان التاريخ.
هو الملعب الذي جمع إنتر ميلان وإيه سي ميلان، في تنافس أبدي، ومشاركة فريدة من نوعها في عالم الكرة.
بين جدرانه وُلدت الأساطير، وتألقت الأقدام الذهبية، وسُطرت أجمل فصول كرة القدم الإيطالية والعالمية.

اسم مزدوج وتاريخ واحد

الملعب يُعرف رسميًا باسم جوزيبي مياتزا، تكريمًا للنجم الإيطالي الذي فاز بكأس العالم مرتين عامي 1934 و1938.
لكن جماهير ميلان تفضل مناداته بـ”سان سيرو”، نسبة إلى الحي الذي يقع فيه.
أما جماهير إنتر، فترى في الاسم الرسمي تقديرًا مستحقًا لأحد رموزها التاريخيين.

موقع استراتيجي وسعة هائلة

يقع الملعب في قلب مدينة ميلانو، وتبلغ سعته الحالية حوالي 80,074 متفرجًا.
إنه من أجمل الملاعب الأوروبية وأكثرها عراقة، ويُصنف ضمن ملاعب الخمس نجوم من قبل الاتحاد الأوروبي لكرة القدم.

"سان سيرو قلب ميلانو الكروي"
“سان سيرو قلب ميلانو الكروي”

من الفكرة إلى الافتتاح

بدأت أعمال بناء الملعب في عام 1925، بتمويل من رئيس نادي ميلان حينها، بييرو بيريلي.
صممه المعماري أوليسي ستاكيني، وأشرف على التنفيذ المهندس المدني ألبيرتو كوجيني.
وافتُتح رسميًا في 19 سبتمبر 1926، ليستضيف أولى مبارياته الدولية في العام التالي بين إيطاليا وتشيكوسلوفاكيا.

توسعات متتالية لاستيعاب الشغف الجماهيري

في عام 1935، زادت سعته إلى 55 ألف متفرج.
ثم شهد قفزة ضخمة في عام 1947 ليصل إلى 125 ألف متفرج، مما جعله الأكبر في العالم وقتها.
وفي عام 1955، أضيفت طيقة ثانية خفضت سعته إلى 90 ألف مشجع.
كما تم تجديده مرة أخرى عام 1990 قبل استضافة كأس العالم، بإضافة طابق ثالث وسقف معدني، ليصبح تحفة معمارية رائعة.

"80 ألف مشجع يهتفون من المدرجات"
“80 ألف مشجع يهتفون من المدرجات”

ملكية مشتركة ومنافسة أبدية

منذ عام 1949، بدأ نادي إنتر ميلان في مشاركة الملعب مع نادي إيه سي ميلان.
ورغم أن الخصومة بين الفريقين لا تهدأ، إلا أن هذا التعايش داخل الملعب صنع تجربة فريدة لا مثيل لها في العالم.
إنها حالة خاصة جعلت من سان سيرو أكثر من مجرد ملعب، بل رمزًا للوحدة في قلب المنافسة.

أسطورة لا تنسى رغم تقادم الزمن

ورغم النقاشات الدائرة حول هدمه وبناء ملعب جديد، لا تزال جماهير ميلان وإنتر تتمسك بسان سيرو كـ”بيت الذكريات”.
فكل ركن في هذا المكان يحكي عن مباريات لا تُنسى، ونجوم لا تُكرّر، ولحظات صنعت المجد الإيطالي في الكرة.

"سان سيرو ملعب الذكريات الخالدة"
“سان سيرو ملعب الذكريات الخالدة”

ملعب سان سيرو ليس مجرد إستاد رياضي، بل هو تاريخ ينبض بالحياة.
منذ أن وُضع حجره الأول وحتى يومنا هذا، ظل شاهدًا على أمجاد الكرة الإيطالية والعالمية.
هو المكان الذي اجتمع فيه الغريمان، وارتفعت فيه صيحات الفرح والدموع معًا.
في عالم يتغير كل يوم، يبقى سان سيرو ثابتًا في القلوب والذاكرة، لا تهزه الرياح، ولا تُطفئ وهجه السنوات.
لذلك، إذا أردت أن تعرف المعنى الحقيقي لعشق كرة القدم، فابدأ رحلتك من سان سيرو.

لا تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *