في تحول غير مسبوق في السياسة الدولية، أعلنت مجموعة (بريكس) صراحة ولاول مرة أن عصر القطب الواحد قد انتهى مشيرة إلى أنها باتت تمثل البديل الاستراتيجي لما يسمى بالقطب الثاني ثم جاء هذا الموقف الحازم خلال تصريحات للرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا أثناء انعقاد القمة السابعة عشرة لمجموعة (بريكس) في مدينة ريو دي جانيرو حيث سلط الضوء على فشل السياسات الأمريكية في الشرق الأوسط.
توسع لافت في العضوية
في هذا السياق تجدر الإشارة إلى أن أكثر من 30 دولة أبدت اهتمامها بالانضمام إلى «بريكس».
سواء بعضوية كاملة أو عبر شراكات استراتيجية مما يدل على تصاعد الثقل الجيوسياسي للمجموعة.
ترمب يهدد: عقوبات جمركية ضد داعمي بريكس
لكن من جانب اخر لم يتأخر الرد الأمريكي إذ أعلن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب.
أن الولايات المتحدة ستفرض رسوما جمركية إضافية بنسبة 10% على أي دولة تتبنى سياسات «بريكس» التي وصفها بأنها معادية لأميركا.
وأشار ترمب عبر منشور له على منصة «تروث سوشيال» إلى أنه لن تكون هناك استثناءات.
هذا التصعيد يأتي في ظل ما تشهده مجموعات مثل G7 وG20 من انقسامات داخلية بينما تستغل «بريكس» هذا التشرذم لتقدم نفسها كمنصة بديلة للدبلوماسية متعددة الأطراف.
لولا: بريكس وريثة حركة عدم الانحياز
وفي كلمته الافتتاحية شبه لولا مجموعة «بريكس» بحركة عدم الانحياز خلال الحرب الباردة مؤكدا:
في ظل المخاطر التي تهدد التعددية، أصبحت استقلاليتنا مهددة مرة أخرى.
بيان مشترك ضد الحمائية التجارية
وعلى صعيد اخر اصدرت المجموعة بيانا مشتركا مساء الأحد حذرت فيه من أن تصاعد الرسوم الجمركية يمثل تهديدا مباشرا للتجارة العالمية.
كما واصلت انتقادها غير المباشر لسياسات ترمب الاقتصادية.
توسيع النفوذ.. ومطالبات بإصلاح المؤسسات الدولية
وفي ضوء توسعها الأخير والذي شمل دولا مثل مصر إثيوبيا و إيران الإمارات وإندونيسيا ثم تكتسب «بريكس» وزنا إضافيا في النظام العالمي.
مع دعوات صريحة لإصلاح مؤسسات كبرى مثل مجلس الأمن وصندوق النقد الدولي.
وبحسب لولا فإن دول المجموعة تمثل الان أكثر من نصف سكان العالم.
ثم يزيد عن 40% من الناتج الاقتصادي العالمي مما يعزز من مطالباتها بتوازن عالمي أكثر عدالة.
الذكاء الاصطناعي في صلب اهتمامات القادة
من جهة أخرى ناقش قادة «بريكس» خلال القمة ملف الذكاء الاصطناعي.
مؤكدين على ضرورة حماية البيانات ومنع الاستخدام غير المصرح به للتقنيات مع الدعوة لإرساء اليات عادلة في ما يخص الأجور والحقوق الرقمية.
السعودية تقترب من العضوية
وفي خطوة لافتة شارك الأمير فيصل بن فرحان ثم وزير الخارجية السعودي في القمة نيابة عن الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي.
وناقش الوفد السعودي قضايا التنمية المستدامة و المناخ والأوبئة ضمن جدول أعمال اليوم الثاني للقمة.
لا تعليق