في تطور طبي يُبشر بمستقبل أكثر أمانًا لمرضى اللوكيميا النخاعية الحادة، كشف باحثون عن علاج جديد يجمع بين ثلاثة أدوية فعالة، أبرزها عقار “ريفومينيب” المبتكر.
هذا العلاج أظهر نتائج مبهرة في دراسة سريرية حديثة، حيث ساهم في رفع معدلات الشفاء، خاصةً لدى كبار السن، وهي الفئة التي لطالما عانت من ضعف الاستجابة للعلاجات التقليدية.
علاج اللوكيميا الجديد يمنح الأمل ويغيّر مستقبل المرضى

في إنجاز طبي بارز، أثبت علاج جديد لمرضى اللوكيميا النخاعية الحادة فعاليته، إذ قدّم نتائج مشجعة في دراسة سريرية حديثة.
في هذا السياق، استخدم الباحثون دواءً مبتكرًا يُدعى “ريفومينيب”، ثم دمجوه مع عقاقير تقليدية تُستخدم منذ سنوات في علاج سرطان الدم.
نتيجة لهذا الدمج، أسهمت التركيبة العلاجية في رفع معدلات الشفاء والاستجابة، لا سيما لدى المرضى كبار السن الذين يعانون عادة من ضعف في الاستجابة للعلاجات الكلاسيكية.
من هم المرضى المستفيدون من العلاج الجديد؟
استهدفت التجربة المرضى الذين تجاوزوا عمر الستين وتلقّوا تشخيصًا حديثًا بالإصابة باللوكيميا النخاعية الحادة. وأوضح الأطباء أن هذه الفئة غالبًا ما تُظهر استجابة ضعيفة للعلاج التقليدي. ومع ذلك، رصد الفريق البحثي اختفاء الخلايا السرطانية لدى 88.4% من المشاركين بعد تلقيهم العلاج. كما أظهر 67.4% منهم شفاءً تامًا، حيث سجّل الأطباء عودة مؤشرات الدم إلى مستوياتها الطبيعية.
آلية عمل دواء ريفومينيب
يتناول المرضى دواء ريفومينيب عن طريق الفم، ويستهدف هذا العقار طفرات جينية محددة. ويثبّط الدواء تفاعل بروتين يُسمى مينين، وهو بروتين يساهم في تنشيط الجينات المسؤولة عن نمو الخلايا السرطانية.
وقد منحت هيئة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) موافقتها على الدواء في نوفمبر 2024، بعد أن أجرى الباحثون تجارب عليه شملت 104 مريضًا من البالغين والأطفال.

تركيبة ثلاثية ذات فعالية عالية
اعتمد الباحثون تركيبة دوائية ضمت كلًا من:
أزاسيتيدين: يعطيه الأطباء للمريض عن طريق الحقن، ويعمل على تنشيط الجينات التي تثبط نمو السرطان.
فينيتوكلاكس: يتناول المريض هذا الدواء عن طريق الفم، حيث يحفز موت الخلايا السرطانية.
ريفومينيب: يستخدمه الفريق الطبي لتعزيز فعالية العلاج من خلال استهداف البروتينات المرتبطة بنمو الورم.
وقد لاحظ الباحثون تحسنًا سريعًا لدى غالبية المرضى بعد دورة علاجية واحدة فقط استغرقت 28 يومًا، وهو زمن يُعد قصيرًا مقارنة بمدة الاستجابة المعتادة في العلاجات السابقة.
نتائج مشجعة على المدى الطويل
تابع الفريق الطبي حالة المرضى لمدة عام بعد بدء العلاج، وسجّل معدل بقاء على قيد الحياة بلغ 62.9%. وتُظهر هذه النسبة تفوقًا واضحًا على نتائج العلاج التقليدي، الذي لا تتجاوز فيه نسبة النجاة خمس سنوات 33%. بالإضافة إلى ذلك، وثّق الباحثون انخفاضًا في معدل النجاة إلى 17% فقط لدى من تجاوزوا الستين عامًا، مما يؤكد أهمية هذا العلاج في تحسين فرص النجاة ضمن الفئات الأكثر عرضة للخطر.

ما هي الخطوة التالية؟
يقود الدكتور جوشوا زايدنر من جامعة نورث كارولاينا المرحلة التالية من البحث، ويخطط مع فريقه لتوسيع نطاق الدراسة عبر إشراك عدد أكبر من المرضى.
في الوقت ذاته، يعمل الباحثون على إطلاق التجارب السريرية في مراكز بحثية متعددة داخل الولايات المتحدة وأوروبا.
وتهدف هذه الجهود، من ناحية أخرى، إلى إثبات فاعلية العلاج على نطاق واسع، وتسريع دمجه رسميًا ضمن البروتوكولات العلاجية المخصصة لمواجهة اللوكيميا النخاعية الحادة.
وبناءً على النتائج المنتظرة، يأمل الفريق في إحداث نقلة نوعية في مسار علاج هذا النوع من السرطان.
مستقبل العلاج الشخصي في طب الأورام
أجرى الباحثون هذه الدراسة ضمن برنامج بحثي يُعرف باسم “بييت AML”، والذي تشرف عليه جمعية اللوكيميا واللمفوما.
من ناحية تقنية، يعتمد هذا البرنامج على تحليل الطفرات الوراثية لكل مريض.
وذلك باستخدام تقنيات جينية متقدمة تُتيح تشخيصًا أكثر دقة.
وبناءً على هذه التحليلات، يستطيع الأطباء إعداد خطة علاجية دقيقة، تتوافق مع الخصائص الجينية لكل حالة على حدة.
نتيجة لذلك، يعزز هذا النهج فرص النجاح العلاجي، لأنه يراعي الفروقات الفردية بين المرضى ويستهدف الورم من جذوره.
خاتمة
من جهة طبية، يشكل علاج اللوكيميا الجديد باستخدام دواء “ريفومينيب” تطورًا محوريًا في مواجهة أحد أكثر أنواع سرطانات الدم تعقيدًا.
علاوة على ذلك، تكمن أهمية هذا التقدم ليس فقط في تحسين نسب الشفاء، بل أيضًا في تمهيد الطريق أمام العلاجات الموجهة التي تراعي البصمة الجينية لكل مريض.
وبالتزامن مع التوسّع المرتقب في التجارب السريرية، يتطلع الأطباء والباحثون إلى اعتماد هذا العلاج عالميًا،
مما يمنح المرضى، نتيجة لذلك، أملًا حقيقيًا في التعافي.
خلاصة المقال
أثبت علاج اللوكيميا الجديد فعاليته خاصةً لدى كبار السن، الذين غالبًا ما يواجهون صعوبات في الاستجابة للعلاج التقليدي. ويعمل الباحثون حاليًا على تنفيذ المرحلة الثالثة من التجارب السريرية لتأكيد كفاءة هذا النهج العلاجي.
وإذا حققوا النجاح المنتظر، فإن هذا العلاج سيُحدث نقلة نوعية في علاج اللوكيميا النخاعية الحادة.
مصادر داخلية
تناولت منصة “صحتك أولًا” بالتفصيل بروتوكولات العلاج الحديثة لسرطان الدم، ويمكن الاطلاع على ذلك في مقال:
أحدث استراتيجيات علاج اللوكيميا النخاعية
شرح فريقنا الطبي تقنيات الاستجابة المبكرة للعلاج في حالات الأورام الحادة ضمن هذا التقرير:
مؤشرات الاستجابة السريعة لعلاج السرطان
سلّطنا الضوء على فعالية دواء ريفومينيب ضمن دراسات تجريبية سابقة هنا:
دواء ريفومينيب: آلية العمل والنتائج الأولية
مصادر خارجية موثوقة
نشرت مجلة Nature Medicine دراسة سريرية حول استخدام فينيتوكلاكس وأزاسيتيدين لعلاج اللوكيميا، ويمكن الوصول إليها عبر:
Nature Medicine – Venetoclax and Azacitidine in AML
قدّمت منظمة Leukemia & Lymphoma Society تقريرًا شاملاً عن خيارات العلاج المتاحة لمرضى اللوكيميا النخاعية:
Leukemia & Lymphoma Society – AML Treatment Overview
أصدرت Mayo Clinic توجيهات طبية حديثة حول كيفية دمج العلاجات الجديدة ضمن بروتوكولات علاج السرطان:
Mayo Clinic – Emerging Cancer Therapies
لا تعليق