في قلب مدينة ميلانو ولد كيان لا يعرف المستحيل يهابه الخصوم وتعشقه الجماهير في كل القارات، نعم إنه “إيه سي ميلان” النادي الذي لم يكتفِ بأن يكون جزءًا من التاريخ بل قرر أن يصنعه بنفسه، من أول هدف وحتى آخر بطولة سطّر الفريق ملاحم كروية خالدة ورفع راية المجد في سماء أوروبا مرارًا، فكل من يشجع ميلان يعرف أن العشق هنا مختلف وأن اللونين الأحمر والأسود ليسا مجرد ألوان بل روح وهوية وتاريخ عظيم لا يمحى.
“إيه سي ميلان من قلب إيطاليا إلى عرش أوروبا”

إيه سي ميلان قصة نادي صنع التاريخ وصمد في وجه التحديات
حين يذكر الشغف الكروي، يتجه الحديث فورًا إلى “إيه سي ميلان”، الكيان الذي غيّر وجه كرة القدم الإيطالية والعالمية، فالنادي الأحمر والأسود لا يكتفي بالتنافس، بل يسعى دومًا للسيطرة وصناعة المجد.
من ملعب سان سيرو، خرجت ملاحم لا تنسى، ومن قلب ميلانو كتب الروسونيري تاريخه بمداد الذهب.
تأسيس أسطوري
انطلقت قصة “إيه سي ميلان” في 16 ديسمبر 1899، بمدينة ميلانو الإيطالية، على يد الإنجليزي هيربرت كيلبن.
اتخذ الفريق من اللونين الأحمر والأسود شعارًا له، ليعرف محليًا بلقب “الروسونيري”.
منذ التأسيس، أظهر الفريق شخصية قوية جعلته يحجز مكانًا بين نخبة أندية أوروبا.
ملعب سان سيرو.. قلعة الأساطير
يلعب ميلان على ملعب سان سيرو الشهير، الذي يتسع لأكثر من 80,000 مشجع.
هذا الملعب العملاق يعد واحدًا من أعظم ملاعب العالم، ويحمل اسم الأسطورة الإيطالية جوزيبي مياتزا.
ويتقاسمه النادي مع غريمه الأزلي إنتر ميلان في ديربيات مشتعلة تهز المدينة.

ديربي الغضب.. مواجهة من نار
تاريخ المواجهات بين ميلان وإنتر بدأ في 18 أكتوبر 1908، وفاز ميلان وقتها 2-1.
ومنذ ذلك الحين، أصبح “ديربي ديلا مادونينا” أكثر مباريات العالم إثارة.
فالفريقان حصدا مجتمعين 10 بطولات أوروبية، و39 بطولة محلية، في تنافس تاريخي نادر.
إنجازات قارية مذهلة
حقق ميلان 18 بطولة قارية، منها 7 ألقاب في دوري أبطال أوروبا.
كما فاز بكأس الإنتركونتيننتال 4 مرات، وكأس السوبر الأوروبي 5 مرات، وكأس الكؤوس مرتين.
بهذه الأرقام، يتساوى مع بوكا جونيورز كأحد أكثر الأندية تتويجًا عالميًا.

إنجازات محلية راسخة
محليًا، فاز ميلان بالدوري الإيطالي 19 مرة، وكأس إيطاليا 5 مرات.
كما توج بلقب كأس السوبر الإيطالي 8 مرات.
ورغم كل هذه النجاحات، هبط الفريق مرتين إلى الدرجة الثانية بسبب فضائح وتراجع المستوى.
لحظات تاريخية لا تُنسى
في عامي 1988 و1989، هيمن ميلان على جائزة الكرة الذهبية بثلاثة لاعبين.
تربع ماركو فان باستن على القمة، ليخلد اسم ميلان في تاريخ الجوائز الفردية.
كما سبق أن حطم الفريق أرقامًا أوروبية نادرة، وأصبح رمزًا للتفوق الكروي.

شعبية طاغية واقتصاد قوي
حسب دراسة نشرت في 2007، يعتبر ميلان النادي الإيطالي الأكثر جماهيرية، والخامس على مستوى أوروبا.
كما دخل ضمن قائمة فوربس لأغنى أندية العالم، بقيمة سوقية تجاوزت 800 مليون دولار.
واحتل مراتب متقدمة ضمن تصنيفات “ديلويت” و”براند فينانس” لأكثر الأندية ربحية وعلامة تجارية.
التحولات الإدارية والملكية
شهد النادي تحولات إدارية كبيرة، أبرزها استقالة برلسكوني من رئاسة النادي عام 2008.
ثم باع أسهم النادي عام 2017 لمجموعة صينية، قبل أن تستحوذ عليها مجموعة أمريكية بسبب التعثر المالي.
ومنذ ذلك الحين، يسعى النادي للعودة إلى القمة إداريًا وماليًا، بجانب مستواه الفني.

ختامًا، يبقى “إيه سي ميلان” نموذجًا للتحدي والصعود من بين الرماد.
فهو نادٍ لا يستسلم، بل يعود أقوى، وأشرس، وأكثر طموحًا.
ومع كل موسم جديد، تنتظر جماهير الروسونيري إنجازًا يضاف لتاريخهم الأسطوري.
فإن كنت من عشاق المجد، لا تتردد في متابعة ميلان، لأن الشغف الحقيقي يبدأ من هنا.
لا تعليق