في خطوة مفاجئة هزت قطاع السيارات الفاخرة أعلنت شركة مرسيدس-بنز الألمانية بدء بيع معارضها الخاصة داخل ألمانيا ما يُعد تحولًا كبيرًا في استراتيجيتها التسويقية، القرار لم يأتِ من فراغ بل يأتي ضمن خطة شاملة لإعادة هيكلة نموذج البيع التقليدي وتحقيق كفاءة تشغيلية أعلى، هل يعني ذلك نهاية عصر المعارض المملوكة مباشرة؟ وهل ينعكس القرار على تجربة الشراء للعملاء؟، في هذا التقرير نكشف لك الأسباب الحقيقية خلف هذا التحول الكبير وتأثيره المحتمل على مستقبل مرسيدس داخل السوق الألماني.
“مرسيدس بنز تبدأ رسميًا بيع معارضها في ألمانيا ضمن خطة استراتيجية جديدة”

مرسيدس بنز تبدأ رسميًا بيع معارضها في ألمانيا ضمن خطة استراتيجية جديدة
في خطوة مفاجئة أحدثت صدى واسعًا داخل صناعة السيارات، بدأت مرسيدس-بنز الألمانية تنفيذ خطة غير مسبوقة، ببيع صالات العرض التابعة لها في ألمانيا.
هذه الخطوة الجريئة تأتي ضمن تحوّل استراتيجي يستهدف تحسين نموذج التوزيع، ورفع الكفاءة التشغيلية، وتحقيق استدامة أكبر.
فهل تنجح الشركة في التغيير دون المساس بجودة الخدمة أو التأثير على العمال؟ إليك التفاصيل الكاملة.
إشارة البدء من مدينة نوي-أولم
أعلنت مرسيدس-بنز رسميًا انطلاق عملية البيع عبر توقيع عقود التنازل عن فرعها في مدينة نوي-أولم، معتبرة ذلك إشارة بدء حقيقية للخطة الموضوعة مسبقًا.
وقد فازت بالمزاد شركة “شتيرنه جروبه”، التي تدير حاليًا 15 موقعًا تابعًا لمرسيدس في جنوب ألمانيا.
كما ستتولى الشركة الجديدة إدارة المعرض الذي يعمل به أكثر من 200 موظف، بموجب خطة طويلة الأجل.

خطط لبيع المزيد من المعارض
أكدت مرسيدس أنها تجري محادثات متقدمة مع عدة مشترين محتملين، بهدف بيع مزيد من الفروع خلال الفترة المقبلة.
الشركة شددت على أن عملية البيع لن تكون عشوائية، بل ستخضع لمعايير صارمة لضمان استمرارية الجودة، واستقرار الوظائف، والتوافق مع رؤيتها المستقبلية.
معايير صارمة للمشترين
لا تبيع مرسيدس لأي مستثمر.
بل تشترط أن يكون المشتري صاحب خبرة حقيقية في مجال تجارة السيارات، وأن يتمتع بكفاءة إدارية، وقوة اقتصادية كافية، واستعداد للاستثمار.
كما يجب عليه أن يكون منفتحًا على التعاون مع ممثلي العمال.
الشركة أوضحت أنها ترفض بيع المعارض لأي مستثمر مالي بحت.

خلفية القرار ورفض نقابي
كانت مرسيدس قد أعلنت في مطلع عام 2024 نيتها بيع المعارض التابعة لها داخل ألمانيا، معتبرة أن الخطوة ضرورية لتحديث طريقة التسويق.
وأشارت التقييمات حينها إلى أن البيع سيُحقق قدرًا أكبر من المرونة والفعالية في التعامل مع السوق المتغير.
رغم ذلك، قوبل القرار بمعارضة شديدة من مجلس العمال، ووصف رئيسه “إرجون لومالي” الخطة بأنها “صفعة في الوجه”.
اتفاق بعد احتجاجات الموظفين
شهدت صيف 2024 احتجاجات واسعة من جانب العاملين بالمعارض، مما دفع الشركة إلى التفاوض مع مجلس العمال المركزي.
ثم بالفعل، تم التوصل إلى اتفاق مشترك يضمن الحفاظ على أهم الحقوق، ويسهّل عملية الانتقال بشكل سلس وعادل.

بيع المعارض خطوة كبيرة لكنها محسوبة، وتُظهر رغبة مرسيدس بنز في التطور والتكيّف مع متغيرات السوق.
في ظل تطبيق شروط صارمة على المشترين، يبدو أن الشركة تحرص على الاستمرارية والجودة، إلى جانب مراعاة مصالح الموظفين.
ثم يبقى السؤال الأهم: هل تنجح هذه الاستراتيجية الجديدة في إعادة رسم مشهد التسويق لدى واحدة من أكبر شركات السيارات في العالم؟
لا تعليق