أظهرت دراسة حديثة أن تناول ثلاث تمرات يوميًا يمكن أن يساهم بشكل فعّال في خفض نسبة الكوليسترول في الدم والتحكم في مستويات السكر، مما يجعل التمر خيارًا غذائيًا ممتازًا للصحة العامة
التمر: كنز غذائي طبيعي
التمر هو ثمرة شجرة النخيل، ويُعد من أكثر الأطعمة اكتمالًا من حيث القيمة الغذائية. يحتوي على كميات غنية من السكريات الطبيعية، مثل الجلوكوز والفركتوز، بالإضافة إلى الألياف، والمعادن مثل البوتاسيوم والمغنيسيوم، ومضادات الأكسدة القوية. ولهذا السبب، يُعتبر التمر غذاءً مثاليًا لدعم صحة الجسم والوقاية من عدد من الأمراض المزمنة.
التمر والكوليسترول: علاقة مفاجئة
تشير نتائج الدراسة إلى أن تناول التمر بانتظام يمكن أن يساعد في تقليل الكوليسترول الضار (LDL) دون التأثير على الكوليسترول الجيد (HDL). ويرجع ذلك إلى احتواء التمر على الألياف الذائبة التي ترتبط بجزيئات الكوليسترول في الأمعاء، مما يمنع امتصاصها ويساهم في طردها خارج الجسم.
كما يحتوي التمر على مركبات الفينول والفلافونويد التي تعمل كمضادات أكسدة، تساعد في تقليل ترسب الدهون في جدران الأوعية الدموية، مما يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب وتصلب الشرايين.
كيف يتحكم التمر في سكر الدم؟
رغم أن التمر غني بالسكريات، إلا أن مؤشره الجلايسيمي متوسط، مما يعني أنه لا يسبب ارتفاعًا حادًا في مستويات السكر في الدم عند تناوله بكميات معتدلة. ويعود ذلك إلى الألياف التي يحتوي عليها، والتي تبطئ من امتصاص السكر في الأمعاء.
الدراسة أوضحت أن تناول 3 تمرات يوميًا يمكن أن يكون جزءًا من نظام غذائي صحي لمريض السكري، بشرط أن يتم استهلاكها ضمن السعرات المسموح بها ومع مراقبة مستمرة لمستوى الجلوكوز في الدم. كما أن مضادات الأكسدة الموجودة في التمر قد تحسّن من استجابة الجسم للأنسولين.
فوائد إضافية لتناول التمر يوميًا
1. تعزيز صحة الجهاز الهضمي
الألياف الموجودة في التمر تدعم الهضم السليم وتمنع الإمساك. كما أن له تأثيرًا مهدئًا على القولون، وقد يساعد في علاج أعراض القولون العصبي.
2. تحسين صحة الدماغ
يحتوي التمر على فيتامينات B ومضادات أكسدة تساهم في تقوية الذاكرة وتحسين الوظائف العقلية، كما تشير بعض الدراسات إلى دور محتمل له في تقليل خطر الإصابة بألزهايمر.
3. دعم العظام
التمر غني بالكالسيوم والمغنيسيوم والفوسفور، وهي عناصر ضرورية للحفاظ على كثافة العظام والوقاية من هشاشتها، خصوصًا مع التقدم في العمر.
4. زيادة الطاقة
السكريات الطبيعية في التمر تجعله مصدرًا مثاليًا للطاقة الفورية، خاصة عند تناوله صباحًا أو قبل ممارسة التمارين الرياضية.
5. تقوية المناعة
بفضل غناه بفيتامين C والزنك، يساهم التمر في تعزيز جهاز المناعة ومكافحة الالتهابات.
هل هناك محاذير من تناول التمر يوميًا؟
رغم فوائده المتعددة، يجب الانتباه إلى الكمية. تناول كميات كبيرة من التمر قد يؤدي إلى زيادة السعرات الحرارية والوزن، خاصة إذا لم يكن الشخص نشيطًا بدنيًا. كما يُفضل أن يراقب مرضى السكري استهلاكهم للتمر بالتنسيق مع الطبيب أو أخصائي التغذية.
طريقة صحية لتناول 3 تمرات يوميًا
يمكن تناولها كوجبة خفيفة بين الفطور والغداء.
تُستخدم مع القرفة أو زبدة الفول السوداني لزيادة فائدتها الغذائية.
تُضاف إلى الشوفان أو الزبادي كوجبة فطور متوازنة.
خلاصة القول
التمر ليس مجرد طعام تقليدي، بل هو دواء طبيعي يعزز الصحة العامة بطرق متعددة. وتؤكد الدراسات أن إدراجه في النظام الغذائي، حتى بكميات بسيطة مثل 3 تمرات يوميًا، قد يُحدث فارقًا حقيقيًا في خفض الكوليسترول وتحسين التحكم في سكر الدم. لذلك، لا تتردد في جعله جزءًا من روتينك الغذائي اليومي، مع الانتباه للاعتدال والتوازن.
لا تعليق