بدأ نادي ريال مدريد خطواته الجادة للتعاقد مع المدافع الإسباني الشاب ألفارو كاريراس، لاعب بنفيكا البرتغالي، مستغلًا خروج فريقه من بطولة كأس العالم للأندية 2025، ما يفتح الباب أمام المفاوضات بشكل أكثر مرونة.

كاريراس يدخل حسابات ريال مدريد عقب توديع بنفيكا للبطولة العالمية

ووفقًا لما ذكرته صحيفة “ذا أتلتيك”، تسعى إدارة الميرينغي لحسم الصفقة خلال شهر يوليو، في ظل اتفاق شبه كامل على البنود الشخصية بين الطرفين، وهو ما يُمهّد الطريق أمام مفاوضات مباشرة مع النادي البرتغالي لتقليل القيمة المالية للصفقة.

ورغم أن عقد كاريراس، البالغ من العمر 21 عامًا، يمتد حتى صيف 2029، ويحتوي على شرط جزائي يبلغ 50 مليون يورو، إلا أن ريال مدريد يُخطط لتقليص هذا الرقم إلى حوالي 30 مليون يورو عبر التفاوض، مدعومًا برغبة اللاعب في العودة إلى ناديه الأم.

ويُعد كاريراس من خريجي أكاديمية ريال مدريد، قبل أن يغادر صوب مانشستر يونايتد في عام 2022، ومنه إلى غرناطة على سبيل الإعارة، قبل أن ينضم إلى بنفيكا في يناير 2024، الذي فعّل بند شراء عقده مقابل 6 ملايين يورو فقط.

وخلال موسم 2024/2025، قدم اللاعب أداءً مميزًا، حيث شارك في 49 مباراة بجميع البطولات، سجل خلالها 4 أهداف وصنع 5 تمريرات حاسمة، وتم اختياره أفضل لاعب واعد في بنفيكا لهذا الموسم، ما جعله محط أنظار عدد من كبار أندية أوروبا.

وفي أول تعليق رسمي، صرّح رئيس نادي بنفيكا، بحسب ما نقله الصحفي فابريزيو رومانو:

“لم نصل إلى أي اتفاق مع ريال مدريد بخصوص كاريراس. العروض التي وصلت لا تُرضي طموحات النادي أو اللاعب، لكن المفاوضات ما زالت مفتوحة، خاصة بعد التفاهم الكامل على الشروط الشخصية.”

رغبة ريال مدريد في ضم ألفارو كاريراس ليست مجرد صفقة عادية، بل تحمل أبعادًا عاطفية ورياضية في آن واحد. فاللاعب الذي ترعرع في أروقة “فالديبيباس” وغادر بحثًا عن الفرصة، يبدو أنه في طريق العودة الآن، لكن هذه المرة كنجم أثبت جدارته في ملاعب أوروبا.

الموسم المميز الذي قدمه مع بنفيكا، وأرقامه اللافتة، جعلا منه هدفًا مغريًا للعديد من الأندية، لكن ريال مدريد يمتلك ميزة لا تُقدَّر بثمن: الانتماء. فكاريراس لا يُخفي رغبته في ارتداء القميص الأبيض مجددًا، وسط مشروع رياضي يراهن على الدماء الشابة لبناء مستقبل أكثر استقرارًا ونجاحًا.

وعلى الرغم من تمسك بنفيكا بقيمة الشرط الجزائي، فإن المفاوضات الجارية تكشف عن مرونة من الطرفين، ما يعزز احتمالية إتمام الصفقة خلال فترة قصيرة. وفي حال نجح ريال مدريد في حسمها، فإنه يكون قد ضرب عصفورين بحجر واحد: تعزيز خط الدفاع، واستعادة أحد أبنائه الذين رحلوا للبحث عن التألق فعادوا وقد نضجوا.

الأسابيع المقبلة ستكون حاسمة، وربما يُكتب الفصل الجديد في قصة كاريراس، التي بدأت من مدريد… وقد تنتهي فيه، لكن هذه المرة، كبطل لا كناشئ.