إذا كنت من عشاق كرة القدم فلا بد أنك سمعت عن ملعب الكامب نو هذا الصرح الأسطوري الذي لطالما احتضن أعظم لحظات نادي برشلونة، على أرضه صُنعت مجد الكرة الكتالونية وبين جدرانه دوّى هدير الجماهير في ليالٍ أوروبية لا تُنسى، في هذا المقال ننقلك في جولة داخل ملعب الكامب نو نستعرض خلالها تاريخه العريق وإنجازاته الخالدة وأبرز محطاته على مر العقود.
” ملعب الكامب نو أسطورة برشلونة الخالدة”

رحلة داخل ملعب الكامب نو أسطورة برشلونة الخالدة
يقع ملعب الكامب نو في منطقة ليس كورتس، بمدينة برشلونة الإسبانية، داخل إقليم كتالونيا.
افتتح الملعب رسميًا يوم 24 سبتمبر 1957، بعد ثلاث سنوات من البناء بدأت في مارس 1954.
يعد الملعب المقر الرئيسي لنادي برشلونة، أحد أعظم أندية العالم.
أكبر ملعب في أوروبا حتى اليوم
يستوعب الكامب نو حاليًا حوالي 99,354 متفرج، ما يجعله أكبر ملاعب كرة القدم في قارة أوروبا.
وبفضل مساحته الشاسعة التي تصل إلى 55,000 متر مربع، أصبح أيقونة معمارية فريدة في عالم الرياضة.
كما أن أقصى ارتفاعه يبلغ 48 مترًا، بينما يمتد بطول 250 مترًا، وعرض 220 مترًا.

بطولات كبرى مرّت من هنا
شهد الكامب نو لحظات لا تُنسى في تاريخ كرة القدم العالمية.
استضاف نهائي دوري أبطال أوروبا مرتين، في عامي 1989 و1999.
كما احتضن نهائي كأس الكؤوس الأوروبية، وعدة نهائيات محلية وأوروبية.
خلال مونديال 1982، لعبت على أرضه خمس مباريات، منها الافتتاح الرسمي للبطولة.
وفي أولمبياد برشلونة 1992، كان الملعب مسرحًا لحفلي الافتتاح والختام، ونهائي كرة القدم.
عمليات التجديد والتحديث المستمر
بدأت أعمال تجديد شاملة للكامب نو عقب نهاية موسم 2022–23.
من المتوقع أن تكتمل التجديدات بحلول يونيو 2026، رغم احتمالية العودة المبكرة للعب على أرضه.
وخلال فترة التجديد، انتقل برشلونة للعب على ملعب لويس كومبانيس الأولمبي مؤقتًا.

تأسيس وتاريخ عريق منذ البداية
بدأ بناء الكامب نو عام 1954، واستمر حتى 1957، بتكلفة بلغت 288 مليون بيزيتا.
قاد تصميمه مجموعة من المهندسين الإسبان، من أبرزهم فرانسيس فميتجانس وجوزيف سوتيرنس.
عند افتتاحه، بلغ عدد الحاضرين أكثر من 80 ألف متفرج، رغم أن الاستيعاب الرسمي كان 73 ألفًا فقط.
لاحقًا، خضع الملعب لتوسعات عديدة، أهمها في 1994 حين تم خفض أرضية الملعب لتوفير مساحة إضافية.
تطورات تقنية ومرافق متكاملة
شهد الملعب إدخال نظام الإضاءة عام 1959، وتم إضافة شاشة إلكترونية حديثة ومدرجات جديدة.
كما جهز بغرفة صحافة، ومنطقة لكبار الزوار، ومرافق مخصصة لوسائل الإعلام.
وفي عام 1998–1999، حصل الكامب نو على وسام الخمس نجوم من الاتحاد الدولي لكرة القدم.
متحف تاريخي داخل الملعب
فكرة المتحف تعود إلى خوان جامبر، مؤسس نادي برشلونة، لكنه لم ينفذها في حينه.
تحققت الفكرة أخيرًا في 1980 على يد الرئيس لويس نونيز، وأُقيم متحف ضخم داخل الملعب.
شهد المتحف توسعات لاحقة أعوام 1987، 1994، و1998، ليصل حجمه الحالي إلى 3500 متر مربع.

مشروع إعادة تصميم فاخر من نورمان فوستر
بمناسبة الذكرى الخمسين للملعب، طرحت خطة لتحديث تصميمه المعماري.
فاز بها المهندس البريطاني نورمان فوستر، الذي خطط لدمج الكامب نو مع النسيج الحضري للمدينة.
تهدف الخطة لتغطية 50% من المقاعد، دون التوسعة الكبيرة، وبتكلفة تقارب 250 مليون يورو.
يظل ملعب الكامب نو رمزًا خالدًا في ذاكرة كرة القدم، ليس فقط بسبب حجمه الضخم، بل لتاريخه العريق ومكانته العالمية.
سواء كنت من محبي برشلونة أو من عشاق اللعبة عمومًا، فإن زيارة الكامب نو تعد تجربة لا تنسى.
وبينما يتهيأ الملعب لحقبة جديدة بتصميم متطور، يظل تاريخه محفورًا في وجدان الملايين حول العالم.
لا تعليق