بعد سلسلة من المحاولات والمفاوضات المكثفة نجح نادي تشيلسي الإنجليزي أخيرا في التعاقد مع الجناح الإنجليزي الشاب جيمي غيتنز من بوروسيا دورتموند ثم في صفقة بلغت قيمتها 48.5 مليون جنيه إسترليني وأُعلن عنها رسميا يوم السبت وبحسب ما أوردته شبكة «بي بي سي» فقد وقع صاحب الـ20 عامًا على عقد طويل الأمد يمتد حتى سبع سنوات منذ يونيو الماضي ثم لينضم إلى كتيبة المدرب الإيطالي إنزو ماريسكا الذي يسعى لتجديد دماء الفريق وتدعيم مركز الجناح بعد رحيل جادون سانشو وانتهاء فترة إعارته.
خطة فنية واستراتيجية واضحة
في ظل غياب سانشو بات تدعيم مركز الجناح أولوية قصوى في تشيلسي لا سيما مع وجود لاعبين مثل نوني مادويكي وبيدرو نيتو وتيريك جورج.
وهو ما دفع ماريسكا للضغط من أجل إنهاء الصفقة سريعًا. ومن الجدير بالذكر أن غيتنز لم يكن اسما جديد على رادار البلوز.
إذ ظل هدفا أساسياً لإدارة النادي منذ فتح نافذة الانتقالات الصيفية.
رغم فشل المحاولة الأولى قبل كأس العالم للأندية.
من مانشستر سيتي إلى دورتموند ثم العودة إلى لندن
اللافت أن هذه ليست التجربة الأولى لغيتنز مع تشيلسي حيث سبق له الانضمام لفترة قصيرة إلى أكاديمية النادي في طفولته.
قبل أن ينتقل إلى نادي مسقط رأسه ريدينغ ثم إلى أكاديمية مانشستر سيتي ومنها إلى بوروسيا دورتموند عام 2020.
وقد بدأ مسيرته الاحترافية في الفريق الألماني بعد عامين فقط ثم يبرز بسرعة كمهاجم موهوب.
وفي موسم 2024-2025، استطاع غيتنز تسجيل 8 أهداف في 32 مباراة بالدوري الألماني.
رغم ابتعاده عن التشكيلة الأساسية منذ فبراير الماضي.
بسبب عدم توافقه مع خطة المدرب نيكو كوفاتش المعتمدة على 3-5-2.
تصريحات ودعم من زملائه والخبراء
زميله السابق في دورتموند كريم أديمي وصفه بأنه لا يخشى أحدا من أفضل اللاعبين في المواجهات الفردية.
بينما قال النجم الألماني السابق كارل هاينز ريدله عنه:
غيتنز قد يكون النسخة القادمة من سانشو أو هالاند أو بيلينغهام.
رؤية تشيلسي: شباب و عقود طويلة واستثمار مستقبلي
صفقة غيتنز تنسجم تماما مع سياسة تشيلسي الحالية التي تركز على استقطاب المواهب الشابة بعقود طويلة ورواتب منخفضة نسبيا.
مع إمكانية إعادة بيعهم لاحقا بأسعار أعلى.
ويشرف على هذه الرؤية الثنائي بول وينستانلي ولورانس ستيوارت المديران الرياضيان للنادي.
كما أن انضمامه يعزز الروابط المتنامية بين تشيلسي ومانشستر سيتي.
إذ سبق له العمل مع ماريسكا في أكاديمية السيتي على غرار لاعبين آخرين مثل كول بالمر، ليام ديلاب وروميو لافيا.
ويقول الصحفي نزار كنسيلة من الـ«بي بي سي» إن الصفقة لم تأتِ من باب التكديس، بل ضمن خطة مدروسة لتعويض سانشو، خاصة مع استمرار غياب ميخايلو مودريك بسبب قضية منشطات.
عقبات مالية وتنظيمية في الأفق
ورغم استمرار الإنفاق الكبير حيث تجاوزت قيمة التشكيلة الحالية 1.4 مليار جنيه إسترليني.
ثم ان تشيلسي يعتمد على سياسة مالية محكمة تشمل تقسيط الصفقات وبيع اللاعبين غير الأساسيين لاحقًا لتحقيق توازن في الميزانية.
غير أن الإنفاق مرهون بالموافقة على بيع فريق السيدات إلى شركة BlueCo مقابل 198.7 مليون جنيه إسترليني.
وهو ما قد يوفر مرونة مالية تصل إلى 200 مليون جنيه إضافية وفقا للخبير المالي كيران ماغواير.
أما في حال عدم الموافقة فقد يضطر النادي إلى بيع بعض الأسماء قبل إتمام صفقات جديدة.
عقوبات الاتحاد الأوروبي… وعقبة التسجيل الأوروبي
تشيلسي يواجه أيضا عقبات محتملة على الصعيد الأوروبي.
إذ فرض الاتحاد الأوروبي لكرة القدم غرامة قدرها 31 مليون يورو على النادي بسبب مخالفات مالية سابقة.
ثم يتم منع قيد صفقاته الجديدة في دوري الأبطال، إن لم يحقق ميزان انتقالات إيجابي خلال الصيف.
لا تعليق