يعتبر الكافيين من أكثر المواد المنشطة شيوعا في العالم ويمثل عنصرا أساسيا في العديد من المشروبات اليومية مثل القهوة ثم الشاي و مشروبات الطاقة وبعض أنواع المشروبات الغازية فرغم أنه يمنح الجسم دفعة من النشاط الذهني والجسدي إلا أن الإفراط في تناوله قد يحمل اثارا غير مرغوب بها.

أين يوجد الكافيين؟

يظهر الكافيين طبيعيا في القهوة والشاي كما يضاف إلى مشروبات الطاقة والمشروبات الغازية.

ويستخدمه الكثيرون كوسيلة للاستيقاظ وتحفيز التركيز، خاصة في أوقات الإرهاق أو قلة النوم.

كيف يعمل الكافيين في الجسم؟

لفهم تاثير الكافيين من الضروري التعرف على مادة تعرف بـ”الأدينوزين”وهي مادة كيميائية يفرزها الجسم لتحفيز الشعور بالنعاس في نهاية اليوم.

عند تناول الكافيين فانه يمنع الأدينوزين من أداء وظيفته الطبيعية ما يؤدي إلى زيادة النشاط الذهني والشعور باليقظة.

يوضح كينيث جاكوبسون رئيس قسم التعرف الجزيئي في المعهد الوطني الأمريكي للسكري وأمراض الجهاز الهضمي والكلى.

أن الأدينوزين يعمل كمنظم لنشاط الجسم ثم. عند تعطيل تأثيره بالكافيين ينخفض الشعور بالتعب.

علاوة على ذلك يعزز الكافيين إنتاج نواقل عصبية مثل الدوبامين والأدرينالين ما يعزز من حالة التركيز والطاقة العقلية.

ثم ويقول الأستاذ داميان بيلي من جامعة جنوب ويلز: “الدماغ مثل العضلة، يحتاج إلى التحفيز المستمر، والكافيين يعزز ذلك من خلال تأثيره العصبي”.

فوائد الكافيين الصحية

وفقا لعدة دراسات قد يكون لاستهلاك الكافيين باعتدال تأثير إيجابي على الصحة العامة.

فقد خلصت مراجعة علمية إلى أن تناول 3 إلى 4 أكواب من القهوة يوميا يرتبط بتقليل خطر الوفاة والعديد من الأمراض، بشرط عدم الإفراط.

لكن يجدر بالذكر أن هناك بعض التحذيرات، لا سيما للأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم.

فقد أظهرت دراسة أجريت على نحو 19 ألف شخص أن استهلاك أكثر من كوبين من القهوة يوميا ثم يزيد من خطر الوفاة بأمراض القلب لدى هؤلاء المرضى.

ثم بينما لم يظهر هذا التأثير عند الأشخاص ذوي الضغط الطبيعي.

علاقة الكافيين بالرياضة والمزاج

من المعروف أيضا أن الكافيين يعزز الأداء البدني، إذ يساعد العضلات على الانقباض بقوة ويقلل من الإحساس بالتعب.

ولذلك، ينصح بتناوله قبل التمارين بساعة تقريبا للحصول على أفضل النتائج.

وعلى الصعيد النفسي ثم تم ربط أبحاث متعددة استهلاك الكافيين، خاصة من القهوة بانخفاض خطر الإصابة بالاكتئاب بل وحتى مرض ألزهايمر.

بنسبة تصل إلى 60%، ويرجع ذلك جزئيا إلى تحسين تدفق الدم إلى الدماغ.

هل جميع مصادر الكافيين متساوية؟

ليس بالضرورة. فبينما تعتبر القهوة من أغنى المصادر بالكافيين، يعتبر الشاي الأسود والأخضر بديلا صحيا ومفيدا أيضا حيث يحتويان على مضادات أكسدة إضافية.

ومن جهة أخرى، تتضمن مشروبات الطاقة مستويات عالية من الكافيين إلى جانب مكونات أخرى مثل السكر و”الغوارانا”.

ثم وهي بذور تحتوي على كافيين أعلى بأربع مرات من البن، مما يُضاعف التأثير المنشط لهذه المشروبات.

متى يكون الوقت المناسب لتناول الكافيين؟

يبدء مفعول الكافيين في الظهور بعد حوالي 20 دقيقة من تناوله، ويصل إلى ذروته بعد ساعة تقريبا. لذلك، يفضل استهلاكه قبل النشاطات البدنية أو الذهنية بوقت مناسب.

وينصح بتأخير أول كوب من القهوة لمدة 90 إلى 120 دقيقة بعد الاستيقاظ ثم لإعطاء الجسم فرصة للتخلص من الأدينوزين الطبيعي.

مما يسمح للكافيين بالعمل بكفاءة أكبر. كما ينصح بتجنب تناول الكافيين قبل النوم بـ9 ساعات على الأقل لتفادي اضطرابات النوم.