شهدت سلسلة جزر توكارا النائية جنوب جزيرة كيوشو اليابانية نشاطا زلزاليا غير مسبوق خلال الأسبوعين الماضيين، حيث ضرب أكثر من 900 زلزال المنطقة وفقا لما أعلنته وكالة الأرصاد الجوية اليابانية ما تسبب في حالة من الذعر والأرق بين السكان الذين يخشون من الأسوء.
توتر متصاعد وسط السكان
رغم أن الزلازل لم تسفر حتى الان عن أضرار مادية جسيمة إلا أن السلطات حذرت من احتمالية تعرض المنطقة لهزات أقوى مستقبلا.
ثم في هذا السياق قال أياتاكا إيبيتا مدير قسم رصد الزلازل والتسونامي بالوكالة خلال مؤتمر صحفي طارئ عقد أمس (الأربعاء):
النشاط الزلزالي نشط للغاية في البحار المحيطة بسلسلة جزر توكارا منذ 21 يونيو (حزيران) ثم تجاوز عدد الزلازل 900 حتى الساعة الرابعة مساء.
وأكد إيبيتا على ضرورة أن يكون السكان مستعدين لـالإخلاء أو الاحتماء في حال حدوث زلازل أقوى.
تصاعد وتيرة الزلازل
بحسب صحيفة ماينيتشي شيمبون اليابانية ثم تم تسجيل 740 زلزالا خلال 10 أيام فقط وهو رقم غير مسبوق في تاريخ المنطقة.
واللافت أن جميع الزلازل المُسجلة بلغت درجة واحدة أو أكثر على مقياس شدة الزلازل الياباني (المكون من 7 درجات).
والذي يستخدم لقياس مستوى الاهتزاز وليس القوة فقط.
وفي حين يعتبر المستوى 5 من هذا المقياس كافيا لإثارة الذعر ودفع الاشخاص للتمسك بأي شيء ثابت أشار سكان قرية توكارا.
عبر الموقع الإلكتروني الرسمي للقرية إلى أنهم منهكون وغير قادرين على النوم بسبب استمرار الاهتزازات.
تقلب في عدد الزلازل اليومي
تشير البيانات الرسمية إلى أن عدد الزلازل اليومية بلغ ذروته في 23 يونيو بـ183 زلزالا ثم انخفض تدريجيا إلى 15 زلزالا في 26 يونيو.
و16 في اليوم التالي لكن المعدل ارتفع مجددا ليسجل 34 زلزالا في 28 يونيو ثم في98 في 29 يونيو، ثم 62 زلزالا في 30 يونيو.
ويذكر أن المنطقة شهدت وضعا مشابها في سبتمبر (أيلول) 2023 حيث تم تسجيل 346 زلزالا خلال فترة قصيرة.
جغرافيا معقدة وزلازل متكررة
تعد توكارا واحدة من أكثر المناطق حساسية زلزاليا.
ثم إذ أن تضاريسها الجيولوجية المعقدة تسهم في تراكم الضغط تحت قاع البحر.
والذي يفرج عنه على شكل زلازل متكررة.
جدير بالذكر أن 7 من أصل 12 جزيرة في توكارا مأهولة بالسكان ويبلغ عدد سكانها نحو 700 نسمة فقط.
ثم مما يجعلهم في مواجهة مباشرة مع الكوارث الطبيعية دون إمكانيات كبيرة للتعامل معها.
اليابان ومخاطر الزلازل الكبرى
بشكل عام تعد اليابان من أكثر دول العالم تعرضا للنشاط الزلزالي، لوقوعها فوق 4 صفائح تكتونية رئيسية على امتداد “حلقة النار” في المحيط الهادئ. وتشهد البلاد نحو 1500 هزة أرضية سنويا ثم تمثل حوالي 18% من إجمالي زلازل العالم.
ورغم أن أغلب هذه الزلازل تكون خفيفة، إلا أن بعضها يسبب كوارث إنسانية واقتصادية مدمرة
ثم كما حدث في زلزال مارس 2011 الذي خلف أكثر من 18 ألف قتيل
ثم زلزال رأس السنة في 2024 الذي أودى بحياة حوالي 600 شخص.
لا تعليق