العلاقة بين الاكتئاب والنظام الغذائي: كيف يؤثر الطعام على صحتنا النفسية

1

يعد الاكتئاب أحد أبرز التحديات الصحية في العصر الحديث فهو لا يؤثر فقط على الجانب النفسي بل يمتد ليطال الأداء الجسدي ثم والاجتماعي والمهني يعرف الاكتئاب بأنه اضطراب نفسي شائع، يترافق مع مجموعة من الاعراض مثل انخفاض المزاج فقدان الاهتمام اضطرابات النوم أو الشهية إضافة إلى الشعور بالذنب أو انعدام القيمة كل هذه الأعراض تضعف جودة حياة الفرد وتعقد مسيرته اليومية.

واقع العلاجات التقليدية

وعلى الرغم من التطور الكبير في العلاجات النفسية والدوائية فإنها لا تحقق النتائج المرجوة لدى جميع المرضى.

بل إن بعضها يرتبط باثار جانبية طويلة الأمد ثم. من هنا بدأ الباحثون يتوجهون نحو عناصر نمط الحياة اليومية وخاصة النظام الغذائي.

كوسيلة طبيعية ممكنة لدعم الصحة النفسية.

الطعام والصحة النفسية: ارتباط أقوى مما نعتقد

ثم في السنوات الاخيرة أصبحت العلاقة بين الغذاء والحالة النفسية محل اهتمام متزايد وتشير الأبحاث إلى أن النظام الغذائي لا يؤثر فقط على وزن الجسم أو صحة القلب.

ثم بل يمتد ليشمل صحة الدماغ ووظائفه الإدراكية. بل وظهر أن ميكروبيوم الأمعاء (البكتيريا المعوية) له دور كبير في التأثير على الحالة المزاجية،

بفضل ارتباطه المباشر بالنواقل العصبية في الدماغ.

ميكروبيوم الأمعاء والاكتئاب

على سبيل المثال ثم أشارت دراستان نشرتا في مجلة Nature Communications في ديسمبر 2022 إلى وجود علاقة وثيقة بين أنواع معينة من البكتيريا المعوية وأعراض الاكتئاب، حيث تم تحديد 13 نوعا من البكتيريا التي قد تسهم في تعزيز أو تخفيف هذه الأعراض.

ويعتقد أن هذه البكتيريا تؤثر على الدماغ من خلال إرسال إشارات عصبية تؤثر على المزاج.

وبما أن النظام الغذائي يؤثر بشكل مباشر على تكوين هذه البكتيريا.

فإن تغيير نمط الأكل قد يكون عاملا حاسما في تحسين الحالة النفسية.

النواقل العصبية والطعام

بحسب الباحثة البريطانية الدكتورة نجف أمين من جامعة أكسفورد.

هناك أنواع معينة من البكتيريا المعوية تنتج نواقل عصبية رئيسية تلعب دورا محوريا في تنظيم المزاج، منها:

الغلوتامات: زيادته ترتبط بالاكتئاب.

البيوتيرات: نقصه قد يسبب أعراض اكتئابية.

السيروتونين: هرمون السعادة المعروف.

GABA (حمض غاما-أمينوبيوتيريك): انخفاض مستوياته يرتبط بالاكتئاب.

وتوضح أمين أن إنتاج هذه النواقل يتأثر بنوعية الغذاء خاصة الأطعمة الغنية بالألياف كالحبوب الكاملة والخضروات الورقية.

مما يجعل النظام الغذائي حجر الأساس في دعم الصحة النفسية.

أهمية التنوع الغذائي

إضافة إلى نوعية الطعام، يعد التنوع الغذائي عاملا مهما في دعم توازن الجسم الكيميائي.

فالتنوع يمنع إنتاج كميات زائدة من مركبات قد تؤدي إلى اضطراب المزاج كما يعزز إنتاج المركبات المفيدة مثل البيوتيرات.

الميزة الكبرى للنظام الغذائي الصحي مقارنة بالأدويه كما تشير الباحثة أنه خال من الاثار الجانبية.

ويشكل خطوة طبيعية وامنة لدعم الصحة النفسية دون اللجوء إلى مضادات الاكتئاب ومضاعفاتها المحتملة.

خطوات عملية لتحسين النظام الغذائي

إذا كنت تبحث عن بداية صحية لتحسين حالتك النفسية إليك بعض النصائح البسيطة:

تجنب الأطعمة المعالجة والمحلاة بالسكريات فهي تؤثر سلبا على المزاج.

نوع مصادر الطعام بتجربة أنواع مختلفة من الحبوب والبقوليات.

أضف أطعمة بروبيوتيك (مثل الزبادي) وأطعمة بريبيوتيك (مثل الثوم والبصل والخضروات الورقية) لدعم البكتيريا المفيدة.

تناول مصادر أوميغا-3 مثل السلمون والسردين والجوز ثم لما لها من خصائص مضادة للالتهاب تفيد في التخفيف من الاكتئاب.

لا تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *