وسط الجبال والصخور وصوت الرياح الذي يداعب الجبال، ظهرت فكرة مبتكرة في قلب القاهرة، وتحديدًا في محمية وادي دجلة، حيث تم تنظيم فعاليات سينما مفتوحة تمنح الزوار تجربة سينمائية غير تقليدية تجمع بين الفن والطبيعة.
السينما في محمية وادي دجلة
تجربة خارج الإطار التقليدي
مشاهدة فيلم وسط الصحراء، وتحت السماء المفتوحة، هو أمر لم يعتده الجمهور المصري من قبل، لكن وادي دجلة كسرت القواعد وقدمت ما يشبه “السينما البيئية”. هنا، لا تجد المقاعد الفخمة أو شاشات العرض التقليدية، بل تُعرض الأفلام على شاشة ضخمة في الهواء الطلق، والمقاعد عبارة عن مفارش أرضية أو مقاعد خشبية بسيطة، تمنحك شعورًا عفويًا بالاسترخاء وسط أجواء طبيعية بديعة.
ما الذي يجعل التجربة مميزة؟
في البداية، الموقع نفسه يمنح كل شيء طابعًا ساحرًا. محمية وادي دجلة تقع في قلب القاهرة، لكنها تبعدك تمامًا عن ضجيج المدينة وزحامها. بمجرد دخولك المكان، تبدأ في الشعور بالهدوء والسكينة، وكأنك دخلت عالمًا آخر، بعيدًا عن الحياة اليومية المزدحمة.
وبدلًا من رائحة الفشار، تتنفس هنا الهواء النقي، وترى الجبال تحيط بك من كل اتجاه. توقيت العروض عادة يكون مع غروب الشمس، مما يمنح المشهد خلفية ذهبية مبهرة، تتماشى مع لحظات الفيلم وتُضيف له بعدًا بصريًا مختلفًا.
تنظيم راقٍ وتجربة آمنة
الفعاليات التي تُقام داخل المحمية غالبًا ما تكون بالتنسيق مع وزارة البيئة وجهات فنية وتنظيمية مختصة، ما يضمن توفير كافة عوامل الأمان للزوار، إلى جانب الاهتمام بالجانب البيئي، فلا يتم ترك أي مخلفات أو مواد تضر بالمكان.
هناك اهتمام أيضًا بالحفاظ على الطبيعة وعدم تشويهها خلال العروض، فغالبًا ما تُستخدم مصادر إضاءة صديقة للبيئة، ويُمنع تمامًا استخدام مكبرات الصوت المزعجة التي قد تُؤثر على النظام البيئي داخل المحمية.
أنواع الأفلام التي تُعرض
في الغالب، يتم اختيار أفلام ذات طابع بيئي أو ثقافي، سواء كانت أفلامًا قصيرة، وثائقية، أو حتى أفلام روائية طويلة تناقش قضايا إنسانية. الهدف من ذلك هو خلق نوع من التفاعل الفكري مع المكان، بحيث تخرج من التجربة وأنت لم تكتفِ بالمشاهدة فقط، بل خرجت بفكرة أو رسالة.
الفئة المستهدفة
هذه السينما لا تستهدف فقط عشاق الأفلام، بل تستقطب جمهورًا متنوعًا، من العائلات، إلى الشباب، إلى محبي المغامرة والتصوير، وحتى هواة التأمل في الطبيعة. كما تُنظّم أحيانًا ورش عمل أو نقاشات بعد العرض، لخلق حوار ثقافي بين الحاضرين.
كيف تصل إلى محمية وادي دجلة؟
المحمية تقع في المعادي بالتحديد، ويمكن الوصول إليها بالسيارة الخاصة أو باستخدام تطبيقات النقل التشاركي، مثل أوبر أو كريم. وهناك رسوم دخول بسيطة تُستخدم لصيانة المكان والحفاظ عليه.
هل تستحق الزيارة؟
بالتأكيد، فهي ليست مجرد مشاهدة فيلم، بل هي تجربة متكاملة من الهدوء، والتأمل، والانفصال عن صخب الحياة اليومية. سواء كنت من عشاق السينما أو من محبي الطبيعة، فهذه التجربة تمنحك مزيجًا فريدًا من المتعة والبساطة.
لا تعليق