الدوبامين: المادة التي تتحكم في شعورنا بالسعادة والمتعة

1

ربما تجد نفسك تقضي ساعات طويلة على وسائل التواصل الاجتماعي دون أن تشعر بالرضا الحقيقي رغم رغبتك في قضاء وقت ممتع مع الأصدقاء أو ممارسة هواية مفضلة ثم هذا الشعور بالفتور أو فقدان المتعة قد لا يكون مجرد كسل بل ربما يكمن خلفه اضطراب في مستويات مادة كيميائية في الدماغ تدعى الدوبامين.

ما هو الدوبامين؟

وفقا للدكتورة “آنا ليمبكي” أستاذة الطب النفسي والعلوم السلوكية بجامعة ستانفورد.

فإن الدوبامين هو ناقل عصبي ينتج في الدماغ ويعمل على تنظيم الدوائر العصبية بدقة.

ثم توضح: الدماغ في جوهره عبارة عن شبكة من الدوائر الكهربائية يتواصل من خلالها عبر خلايا عصبية تنقل الإشارات

الدوبامين يلعب دورا حيويا في هذه العملية.

وتضيف: “على مدار نحو 75 عاما حدد العلماء دور الدوبامين في تعزيز الشعور بالمتعة والمكافأة والتحفيز.

مما جعله مقياسا أساسيا لفهم التأثير النفسي والسلوكي للمواد والسلوكيات المختلفة”.

كيف يؤثر الدوبامين على صحتنا النفسية؟

تشير ليمبكي إلى أن الدوبامين يعد لاعبا أساسيا في الإدمان.

ثم عندما نقوم بسلوك ممتع أو مكافئ مثل تناول طعام لذيذ أو استخدام وسائل التواصل يفرز الدوبامين في “مسار المكافأة” في الدماغ.

فيرسل إشارة بأن هذا السلوك مهم ويستحق التكرار.

ومع ذلك ثم فإن الاستخدام المتكرر والمكثف لمثل هذه الأنشطة خاصة الوسائط الرقمية أو الأطعمة المعالجة.

يطلق كميات مفرطة من الدوبامين ما يؤدي إلى خلل في هذا النظام. فيحاول الدماغ التكيّف عن طريق تقليل حساسية مسارات الدوبامين، وهو ما قد يُسبب ما يُعرف بـنقص مزمن في الدوبامين.

ما أعراض نقص الدوبامين؟

مع مرور الوقت، يبدأ الشخص في الشعور بأعراض تشبه الانسحاب، منها:

القلق

التهيج

اضطراب المزاج

الأرق

فقدان الشغف

هذه الأعراض شائعة في حالات الإدمان السلوكي أو الكيميائي.

حيث يصبح الدماغ أقل استجابة للمكافآت الطبيعية.

ما الذي يسبب هذا النقص؟

بحسب ليمبكي هناك تزايد ملحوظ في الإدمان على أنشطة مثل:

استخدام وسائل التواصل الاجتماعي

مشاهدة المواد الإباحية

المقامرة الرقمية

ألعاب الفيديو

الأطعمة الغنية بالسكر ثم المعالجة

ثم تفعل هذه الأنشطة نفس مسارات المكافأة العصبية التي تفعلها المخدرات والكحول.

مما يؤدي إلى نفس الأنماط السلوكية والعصبية المرتبطة بالإدمان.

كيف يمكننا علاج هذا الخلل؟

توصي ليمبكي بتجربة ما يعرف بصيام الدوبامين وهو الامتناع لمدة 30 يوما عن السلوك أو المادة التي تسبب الإفراط في إفراز الدوبامين وليس عن جميع أشكال المتعة.

وتوضح: “30 يوما تعد مدة مناسبة لإعادة ضبط نظام المكافأة في الدماغ، على الأقل بشكل ظاهري”.

لكنها تحذر من أن التجربة قد تكون صعبة في البداية خاصة خلال أول أسبوعين.

إذ تزداد الأعراض سوء قبل أن يبدأ التحسن الملحوظ بعد اليوم الرابع عشر.

 

 

 

لا تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *