في خطوة حاسمة، استبعد مسئولو النادي الأهلي المصري مناقشة أي عروض لرحيل المهاجم الفلسطيني وسام أبو علي تقل قيمتها عن 10 ملايين دولار، وهو الرقم الذي حددته الإدارة كشرط أساسي لفتح باب التفاوض بشأن اللاعب خلال فترة الانتقالات الصيفية الجارية.

الأهلي يحدد ملامح مستقبل مهاجمه الفلسطيني وسام أبو علي ويضع حدًا أدنى للتفاوض يضمن الحفاظ على قيمته الفنية والمالية.

ورغم التأكيدات السابقة من جانب محمد يوسف، المدير الرياضي للنادي، بأن اللاعب تلقى عدة عروض خلال الأيام الماضية، أبرزها من ناديي الوصل الإماراتي والريان القطري، فإن إدارة القلعة الحمراء قررت تجميد أي نقاش حول تلك العروض بعد اجتماع ثلاثي ضم كلًا من محمود الخطيب رئيس النادي، والمدير الرياضي، والمدير الفني البرتغالي خوسيه ريبييرو، الذين اتفقوا على أهمية بقاء اللاعب بناءً على احتياجات الفريق الفنية.

إلا أن الضغوط المتزايدة من قبل اللاعب ووكيله دفعت الإدارة لتحديد مبلغ 10 ملايين دولار كحد أدنى لا يمكن التنازل عنه، في محاولة لحماية قيمة الصفقة من الانخفاض والحفاظ على توازن الفريق، دون إغفال البُعد الاستثماري.

ويبدو أن الأهلي تعلم من درس الماضي، حينما رفض عرضًا صينيًا في 2018 لبيع المهاجم المغربي وليد أزارو مقابل 7 ملايين دولار، بداعي الحاجة الفنية، وهو القرار الذي أثبت لاحقًا أنه كان مكلفًا للغاية. إذ تراجع أداء أزارو بشكل ملحوظ، قبل أن يُباع إلى نادي الاتفاق السعودي مقابل 900 ألف يورو فقط في 2020، مما شكّل خسارة استثمارية مؤلمة للنادي.

وسام أبو علي، الذي لا يزال مرتبطًا بعقد يمتد حتى صيف 2028، قدّم مستويات مميزة منذ انضمامه للأهلي، حيث شارك في 60 مباراة وساهم في 48 هدفًا، بواقع 38 هدفًا و10 تمريرات حاسمة، ليُثبت نفسه كأحد أبرز نجوم الهجوم في الدوري المصري.

وفي سياق آخر، منح الجهاز الفني للفريق الأول راحة سلبية للاعبين تمتد 18 يومًا بعد ختام مشاركتهم في بطولة كأس العالم للأندية 2025 التي أقيمت في الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك عقب موسم مزدحم لم يحصل فيه الفريق على أي راحة بعد نهاية بطولة الدوري.

ومن المنتظر أن يعود الفريق للتدريبات قريبًا، لبدء فترة الإعداد استعدادًا للموسم الجديد، الذي يتطلع فيه الأهلي للحفاظ على هيمنته محليًا والعودة بقوة على الصعيد القاري.

أصبح واضحًا أن إدارة الأهلي توازن حاليًا بين الاحتياج الفني والعائد الاقتصادي، خاصة مع بروز وسام أبو علي كواحد من ألمع المواهب الهجومية في القارة. وبين تجربة وليد أزارو التي ما زالت ماثلة في الأذهان، والرؤية الفنية التي تضع مستقبل الفريق في صدارة الأولويات، يُدرك الأهلي أن القرار بشأن وسام لا يجب أن يُبنى على أرقام العروض فقط، بل على توقيت اتخاذ القرار.

رحيل وسام إن حدث، يجب أن يكون وفق خطة مدروسة تضمن عائدًا ماليًا ضخمًا يُعيد استثماره في مشروع الفريق، أو بقاؤه مع تحفيز أكبر ليواصل تألقه وقيادة هجوم الأهلي في السنوات القادمة.