أميركا في خطر: التبعية للصين تلوح في الأفق في مجال الروبوتات

3

في ظل التحولات الكبرى في عالم التكنولوجيا، برزت الصين كقوة صاعدة في مجال الروبوتات الشبيهة بالبشر متجاوزه بذلك الولايات المتحدة التي لطالما كانت رائدة في هذا الميدان ثم بينما ينشغل العالم بطفرة الذكاء الاصطناعي، هناك سباق آخر يدور في الخلفيه قد يحدد معالم الثورة الصناعية التالية.

الصين تقود سباق الروبوتات البشرية

في السنوات القليلة الماضية حققت الصين تقدما لافتا في تطوير الروبوتات التي تحاكي شكل الإنسان وحركته وسلوكياته.

وليس هذا فقط على المستوى التقني بل أيضا في التجارب الميدانية

حيث ثم شهدنا في بداية هذا العام سباقا فعليا بين روبوتات بشرية وبشر حقيقيين داخل الصين.

كل المؤشرات تظهر أن بكين تمضي قدما بثقة نحو الريادة.

الذكاء الاصطناعي يسرق الأضواء… لكن الروبوتات تتقدم

رغم هيمنة الذكاء الاصطناعي على العناوين الكبرى والاستثمارات العالمية فإن سباق الروبوتات الشبيهة بالبشر ظل في تطور مستمر لعقود.

واليوم تقف الصناعة على أعتاب نقطة تحول إذ يتوقع أن تدخل الروبوتات حيز الإنتاج التجاري خلال 3 إلى 5 سنوات.

لتبلغ قيمة السوق نحو 38 مليار دولار خلال العقد القادم.

التفوق الصناعي الصيني: أرقام تشرح الواقع

بحسب تقرير صادر عن (مورغان ستانلي) فإن 56٪ من شركات تصنيع الروبوتات تتخذ من الصين مقرا لها.

هذا لا يعكس فقط حجم السوق بل يعكس أيضا رغبة الصين في الهيمنة على هذه التكنولوجيا الحاسمة.

لتضمن بذلك ريادتها الصناعية في العقود المقبلة.

الإنتاجية الخارقة: 10 أضعاف مقارنة بالبشر

تعمل الروبوتات الصناعية الثابتة حاليا بمعدلات إنتاجية تصل إلى عشرة أضعاف إنتاجية الإنسان.

ثم قدرة تشغيل مستمرة على مدار الساعة وبدقة شبه مطلقه ومع دخول الروبوتات المتنقلة القادرة على التكيف.

ثم فإن كفاءة المصانع ستقفز إلى مستويات غير مسبوقة.

الفجوة الأميركية: أين المشكلة؟

رغم أن شركات أميركية مثل(بوسطن ديناميكس) تطور نماذج روبوتية مذهلة.

فإن غياب الإنتاج التجاري يجعلها عاجزة عن خوض “حرب الصناعة”.

وإذا استمر الوضع على حاله، فقد تجد الولايات المتحدة نفسها معتمدة على الصين في سلاسل التوريد

مع ركود في الأجور وتهديد للوظائف.

عقبات أمام التفوق الأميركي

لعودة أميركا إلى موقع الصدارة في مجال الروبوتات لا بد من معالجة أربعة تحديات أساسية:

1. المخاوف الثقافية من فقدان الوظائف

ينتاب المجتمع الأميركي قلق متزايد من أن الروبوتات ستحل محل الإنسان في المصانع.

لكن هذه المخاوف ليست دقيقة بالكامل إذ يمكن للروبوتات أن تكمل العمل البشري في المهام الخطرة أو المملة وليس أن تلغيه.

2. نقص الكفاءات والمهارات الفنية

المشكلة الحقيقية ليست في استبدال الإنسان ثم بل في نقص المهارات المحلية المطلوبة لتطوير وتشغيل وصيانة هذه التقنيات.

لذا لا بد من ثورة تعليمية تعزز التوجه نحو مجالات STEM (العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات).

3. العوائق الاقتصادية والتمويلية

تكلفة تطوير الروبوتات البشرية مرتفعة حاليا لكن الإنتاج الضخم قد يخفض تكلفة الساعة الواحدة من 10 دولارات إلى 0.25 دولار فقط خلال عقد.

وهذا يعكس فرصة استثمارية ضخمة يجب ألا تهمل.

4. دعم حكومي ضعيف مقارنة بالصين

ضخت الحكومة الصينية أكثر من 20 مليار دولار في قطاع الروبوتات.

مقارنة بدعم محدود في الولايات المتحدة وفي حال استمرت الفجوة التمويلية ستخسر أميركا السباق بلا شك.

 

لا تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *